سبب ازدهار مثل القطة بتسعة أرواح:
نُسب هذا المثل للقطط؛ وذلك نظراً لقدرتها على النجاة بنفسها من الأهوال والأخطار، بسبب خفة وزنها ورشاقة حركتها ومرونتها، خاصةً وأنها دائمة السقوط على رجليها.
مضمون المثل:
لا يعني المثل في حقيقة الأمر أن القطط تمتلك تسعة أرواح، بينما يدل على خروج الشخص أكثر من مرة من أهوال وأخطار ومصائب حدثت له ومن مواقف كادت أن تؤدي بحياته، وكأنه عاد للحياة مرة أخرى بروحٍ جديدة، كما وأنه قادر على الوقوف على رجليه مرة أخرى، على الرغم من كمية الأهوال التي يتعرض لها، وكأنه يمتلك روحاً إلهية تجعله قادراً على مواجهة أي خطر أو موقف، كما أنه قادر على اجتياز هذه المواقف بكل مرونه وذكاء، ومن هنا جاء تشبيه القطط في هذا المثل بالإنسان.
قصة هذا المثل:
تأتي قصة هذا المثل من قِبل المصريين، حيث إنهم كانوا يعتقدون أن القطط تتمتع بخلقة إلهية، تمتلك قوة خارقة للطبيعة، ومن هنا جاءت الاعتقادات لِدى المصريين، بأن القطط لها تسعة أرواح، كما يعود ذلك إلى إله الشمس “أتوم رع”، حيث كان شكله يشبه القطط، فعندما اختلط “أتوم رع” ببني البشر، قام بإنجاب ثمانية آلهة، وجمعها في روح واحدة لتصبح تسعة أرواح في جسدٍ واحد.
هذا وقد يأتي الرقم تسعة في هذا المثل من دولة الصين، إذ يعتقد الصينيون أن الرقم تسعة هو رقم الحظ لديهم، حسب معتقداتهم، كما يختلف هذا الرقم من دولة لأخرى حسب معتقدات كل دولة، فمثلاً في الدول التي تتكلم باللغة الإسبانية والعربية، يقولون هذا المثل بعددٍ آخر “القطط بسبعة أرواح” وذلك حسب معتقداتهم بهذا الرقم.
كما يشاع هذا المثل في الدولة التركية، ولكن بتغيير الرقم أيضاً، حيث يقولون هذا المثل بعددٍ أخر كذلك “القطط بستة أرواح” وذلك بحسب إيمانهم بهذا الرقم، لكن في الدول الإنجليزية، يقولون المثل بنفس طريقة المصريين القدامى، بهذا الشكل” القطط بتسعة أ رواح”؛ ” ثلاثة أرواح عندما يهرب وثلاثة أرواح عندما يلعب وثلاثة أرواح عندما يبقى”! وذلك لقدرة القطط القوية، مرونة حركتها، سرعتها وشدة حدسها عند اقتراب أي كائن حي منه.
وقد أشار الكاتب الإنجليزي الشهير ” ويليام شكسبير ” إلى مضمون هذا المثل لما يدل عليه من تجسيد الأرواح، في إحدى مسرحياته المعروفة عالميا ” روميو وجوليت “.