اقرأ في هذا المقال
علاقات الصداقة:
الصداقة من أسمى العلاقات التي لا تتجزأ من حياة الناس اليومية، فمنها ما تكون علاقات صداقة عائلية ومنها ما تكون علاقة صداقة فردية، إنّ نشأة علاقات الصداقة تختلف من علاقة إلى أخرى، ففي معظم الأحيان تبدأ علاقة الصداقة بين الأفراد منذ مراحل الطفولة، وأحياناً تنشئ من خلال الحياة العملية، وحسب الأبحاث التي أجروها العلماء حول علاقات الصداقة، فإنّ الصداقة تؤثر بشكل كبير وإيجابي في حياة الفرد، تشعر الإنسان بالسعادة المطلقة، فهي على الأقل تعمل على النهوض بالذات الشخصية للفرد.
في أغلب الأحيان ضمن العلاقات التي تقام في الصداقة، تكون علاقة الشخص مختصرة على ثلاثة أو أربع أشخاص مقربين، ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب التي تعمل على انتهاء وفشل الصداقة، ومنها الخيانة، التوقف عن التواصل المستمر، الانشغال بالحياة العملية، الاهتمام من طرف واحد، فقدان الثقة بين كلا الطرفين، الظروف المحيطة والوقت غير الكافي الذي يؤثر بشكل كبير على التواصل المستمر، بالإضافة إلى ارتباط انتهاء علاقة الصداقة بالأقدار المحتومة التي تفرض على الشخص رغماً عنه.
دراسات أجريت حول المثل:
أجرت المستشارة المشهورة (Kailee Place) من مدينة شارلستون التي تقع في جنوب كارولينا العديد من الأبحاث حول المسببات التي تؤدي إلى قطع علاقات الصداقة وفقدانها في العديد من المجتمعات، وقد أشارت إلى أنّ الوقت هو من يحتم على العلاقة الإنهاء، ويكون ذلك نتيجة إلى الظروف المحيطة التي تخلق الشقوق العميقة في ثغور العلاقة.
كما قامت الطبيبة المختصة في علم النفس (جيسيكا نيكول وسي) من مدينة نيويورك، بإجراء العديد من الدراسات حول موضوع المثل، حيث توصلت إلى أنّه إذا وجد أحد الأشخاص تأثير معاكس في أحد أصدقائه، فإنّه لا بد من إعادة النظر والتشكيل في العلاقة، لا بد من تقييم العلاقات بشكل جدي وموافق، وهذا ما تنادى به أيضاً الخبراء في مجال إقامة العلاقات.
مضمون مثل “حتى أفضل الأصدقاء لا بد أنّ يفترقوا”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع فشل علاقات الصداقة في كافة المجتمعات الدولية، إذ أنّ تلك الظاهرة تنتشر بين كافة الأطياف البشرية، وهذا ما جعل الحكماء والعلماء من أخذ المثل وترجمته إلى كافة اللغات العالمية، حتى تتمكن كافة المجتمعات من تداوله وأخذ الحكمة منه في عدم التوغل في العلاقات بين الأصدقاء، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ مهما طالت علاقة الصداقة، فإنّه لا بد أن يأتي اليوم الذي تنتهي به، تبعاً للظروف الحياتية التي تحيط بالأفراد.