استخدمت الأمثال الشعبية في جميع دول العالم رموز تعبيرية قامت من خلالها بالتعبير عن الحالات التي تحدثت عنها، ووجد هناك الكثير من الرموز المشتركة بين كافة المجتمعات الغربية والعربية على حد سوا، حيث حاولت الأمثال الشعبية أن تقوم باعطاء قيم أخلاقية، وكما هدفت إلى توضيح العديد من المفاهيم التي تتطرق إليها المجتمعات، بالإضافة إلى أنها ساهمت إلى حد كبير في توضيح الكثير من العادات التي كانت تتمركز ضمن البلد الذي قام بإخراج المثل.
مضمون مثل “حينما يبتعد القط ترقص الفئران”:
من ضمن الرموز التي تم استخدامها بشكل واسع وكبير من قِبل الأمثال الشعبية في كافة أرجاء العالم هو رمز القطة؛ ويرجع السبب في ذلك إلى الارتباطات التي بينها وبين الإنسان بشكل كبير في العديد من الأمور، ويعتبر الشعب الفرنسي من الشعوب التي كانت ترتبط بالقطط بشكل كبير، وكان ذلك جراء العاطفة التي يشعر بها الشعب الفرنسي حيال القطط، حيث أنه كان هناك الكثير من الفرنسيين الذين يقومون بأخذ القطط وتربيتها داخل بيوتهم.
يعود الأصل في هذا المثل إلى الشعب الفرنسي، حيث تداوله الشعب الفرنسي بشكل واسع وكبير بلغتهم الخاصة، وتمت ترجمته بعد ذلك إلى اللغتين الإنجليزية والعربية، ومن ثم بدأ تداوله في كافة المجتمعات العالمية.
قام المثل الفرنسي باستخدام الرموز التعبيرية الفئران والقطط: نظراً لأن القطط هي أكثر ما تخاف وتفزع منه الفئران؛ ويعود السبب في ذلك إلى أن القطط دائماً تقوم بأكل الفئران، لذلك عندما تغيب القطط عن الساحة تكون الفئران في قمة السعادة والفرح، مما يجعل غياب القطط سبب في لجوء الفئران إلى الرقص للتعبير عن مدى فرحتها، حيث أنها تقوم بفعل أي أمر تريده دون خوف أو قلق أو ترقب.
تناول المثل الفرنسي موضوع الأشخاص الذين لا يحبون النصح والإرشاد من أي أحد، فحينما يغيب المشرف أو الموجه الذي يقوم بتوجيههم في حياتهم العملية والإشراف على تصرفاتهم، إلا أنهم تثور سعادتهم وفرحتهم ويتوجهون إلى فعل كافة ما يحلو لهم.
ظهرت هناك العديد من المرادفات للمثل الفرنسي في كافة الثقافات للمجتمعات الغربية والعربية، ومن أشهرها المثل المصري القائل (إن غاب القط العب يا فار)، حيث تناول المثل المصري نفس المضمون والمعنى للمثل الفرنسي، وهذا ما جعل الأمثال الشعبية تهدف إلى ترابط بين العادات والثقافات والتقاليد، كما أنها قامت بإظهار مدى التشابه بين كافة المجتمعات من خلال التشابه في الثقافات والمعاني، حيث وضح المثل المصري مدى إهمال البعض من الأشخاص عندما تغيب عنهم الملاحظة والتوجيه من قِبل الأشخاص المنوطين بذلك.