أن تكون محسودا خير من أن تكون موضع الشفقة - Better be envied than pitied

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الشفقة:

الشفقة: هي شعور الشخص بالتعاطف والحزن جراء التفاعل مع المعاناة التي يمر بها الآخرين، كما تُعد الشفقة من الأحاسيس التي تدخل ضمن إطار تقديم المواساة للآخرين، ويعود الأصل في كلمة الشفقة إلى اللغة اللاتينية، حيث أنّها كانت تعبر عن التقوى التي عرفت منذ القدم بالشفقة نحو الذات، فقد كانت الشفقة تقسم إلى قسمين وهما الشفقة السلبية والشفقة الإيجابية، فقد كان يطلق مسمى الشفقة السلبية على ردود الفعل المزيفة التي يصحبها استحقار واستعلاء من قِبل أشخاص باتجاه أفراد آخرين في المجتمع، وذلك نتيجة ما يعانونه من ظروف محيطة سيئة.

مضمون مثل “أن تكون محسوداً خير من أن تكون موضع الشفقة”:

تناول المثل الإنجليزي موضوع الشفقة التي تُعد من الأحاسيس التي يظهرها بعض الأفراد تجاه أشخاص آخرين في هذا المجتمع، أجبرتهم الظروف المعيشية السيئة إلى الوصول إلى مرحلة تعاطف الآخرين معهم والحزن عليهم، وهو ما يُعد شعور خجول بالنسبة إلى العديد ممن يتم الشفقة عليهم.

فقد أوضح المثل الإنجليزي أنّ وجود الشخص في مكانة يُحسد عليها من نِعم أفضل بكثير من أن يكون في ظروف سيئة وصعبة، حيث هذه الظروف ما تؤدي به إلّا  لموضع شفقة وتعاطف من قِبل الآخرين، وكل تلك الأمور تجعل منه شخص ضعيف في المجتمع.

وقد قام المثل الإنجليزي بتقديم نصيحة وحكمة جلية عن طريق المثل ألا وهي عدم إظهار الضعف أمام الناس، إذ أنّ كثير من المتعاطفين يخفون استعلائهم واحتقارهم وازدرائهم خلف شعور الشفقة والتعاطف الزائف.

قام علماء النفس بإجراء العديد من الدراسات حول موضوع المثل، حيث بينوا الكثير من أنواع الشفقة التي تسود في المجتمعات، إنّ الشعور بالشفقة يبدأ تاريخه مع الشخص منذ بداية ولادته، وقد حدد ذلك بالفترة التي يبدأ بها الطفل الرضيع مرحلة اكتشاف الأشخاص من حوله والانخراط بهم، كما أوضح العلماء أنّ المشاعر العدوانية التي تصدر عن الأشخاص البالغين هي في الغالب ما تُعد من أنواع الشفقة أيضاً، على العكس تماماً من الخلاف العدواني.

اعتبروا العلماء النفسيين أنّ ما يندرج تحت مفهوم الشفقة هو القدرة الحقيقة للشخص التي تتجلى في منح أقصى الدرجات من التساهل والتهاون والتسامح بين الناس.


شارك المقالة: