لو كان يؤمن جانبهم لما غدروا بإخوانهم من أجلنا ونحن الغرباء

اقرأ في هذا المقال


جنكيز خان مَلِك المغول؛ مُؤسِّس وإمبراطور الإمبراطورية المَغولية، وقد كانت تُعتبر هذه الإمبراطورية أضخم إمبراطورية في التا يخ، من تأسيسهِ لها إلى ما بعد وفاته.

وتوسّعت امبراطوريّته بعد أن قتل الملايين من سكان البلاد والمناطق التي كان يحتلّها. وخلال غزوهِ لبلاد المسلمين ارتكب مجازر كبيرة بحقّهم، مثل مجازرهِ في بغداد أيام الخلافة العباسية.

كان جنكيز خان رجلاً سفَّاكًا للدِّماء، وكان قائداً عسكريّاً شديد البأس والقوة، وكان يتميّز بقدرته على تجميع الناس والجنود حوله، وبدأت مملكته في التوسّع، وضمّت المناطق المحيطة بها، وسرعان ما اتَّسَعَتْ هذهِ المملكةُ حتَّى بلغت حدودَها من كُوريا شَرقاً؛ إلى حدودِ الدولةِ الخَوارزميَّة الإسلاميَّة غَربَاً؛ ومِنْ سُهولِ سِيبيريا فِي رُوسيا شَمَالاً إلى الصِّينِ جَنوبَاً. ثُمَّ اتّسعَت امبراطوريتُهُ بعد موتهِ حتى وصلت وضمّت بلاد الشام، والعراق، وبلاد الأناضول.

وقبل أن يتوفى جنكيز خان أوصى أن يكون المُلك بعدهُ” لاوقطاي خان”وقسم إمبراطوريته ومملكته بين أبنائه وأحفاده. وقد توفي سنة 1227م.

قصة المقولة

عندما اجتاحت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان مدينة بُخارى، وهي إحدى بلاد إقليم خراسان الإسلامية، والتي كانت في فترة حكم الخلافة العباسية؛ وبعدما عجزوا عن اقتحامها ودخولها؛ كتب جنكيز خان لأهل المدينة كتاباً يقول فيه: أنَّ من سلّم لنا سلاحه، ووقف في صفِّنا فهو آمن، ولن يُصيبه مكروه؛ ومن رفض التّسليم لنا، فلا يَلومنَّ إلّا نفسه.

فانشق صفُّ المسلمين في بُخارى إلى صَفَّين: فمنهم صفٌّ رفض الاستسلام والرُّضوخ؛ وصفٌّ جَبُن عن اللّقاء والحرب ضدَّ المغول. ثمَّ كتب جنكيز خان لمن وافق على الرُّضوخ والاستسلام، أنْ أعينونا على قتال من رفض منكم، ثمَّ نُولِّيكُم بعدهم مُلكَ بلدكم بُخارى. فاغترَّ الناس المُستَسلمين بكلامِ جنكيز خان رغبةً في تَسلُّمِ الحُكمِ؛ ورَهَباً من بطشِ جنكيز وجيوشه، فنزلوا عند أمره.

ودارت الحَرب بين الطَّرفين، طرفٌ دافع عن دينهِ وأرضهِ وثبات مبادئه حتى قَضى نَحبَهُ؛ وطرف باع نفسه وأرضهُ وأهله للمغولِ، فصيّروهُ عبداً من عبيدهم. وفي نهاية الحرب بين الطّرفين، انتصر طرف التَّسليم والخِيانة، وبعدَ أنْ استلمَ المغول مدينة بُخارى؛ سحبوا السِّلاح من الطَّرفِ المُنتَصر، وأمروا بذبحهم كالنِّعاج أمامَ مرأى بعضهم البعض، وعندها قال جنكيز خان مقولته المشهورة:” لو كان يُؤمَنُ جَانبهُم؛ لَمَا غَدروا بإخوانهم من أجلنا ونَحن الغرباء”.


شارك المقالة: