ويوم يعض الظالم على يديه

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى : ﴿وَیَوۡمَ یَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ یَدَیۡهِ یَقُولُ یَـٰلَیۡتَنِی ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِیلࣰا (٢٧) یَـٰوَیۡلَتَىٰ لَیۡتَنِی لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِیلࣰا (٢٨) لَّقَدۡ أَضَلَّنِی عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَاۤءَنِیۗ وَكَانَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِلۡإِنسَـٰنِ خَذُولࣰا (٢٩)﴾ صدق الله العظيم [الفرقان ٢٧-٢٩].

التفسير :

قال تعالى : (وَیَوۡمَ یَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ یَدَیۡهِ)ُ صدق الله العظيم، اليدين، والأنامل، وأكل البنان، ونحوهما: كناياتٌ عن الغيض والحسرة.

قال الضحّاك رحمه الله تعالى : يأكل يديه إلى المرفق، ثم تنبت فلا يزال كذلك كلما أكلها نبتت، وقال أهل التحقيق: هذه اللفظة مشعرة بالتحسر والغم، يقال: عضّ أنامله وعضّ على يديه.

قال سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما:

الظالم: عُقبة بن أبي معيط.

سبب النزول:

قال القرطبي في تفسيره:

وسواءٌ كان سبب نزولها في عقبة بن أبي معيط أو غيره من الأشقياء، فإنّها عامة في كل ظالم، كما قال تعالى: ﴿يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلُّونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا﴾ [الأحزاب:٦٦ -٦٨] فكل ظالم يندم يوم القيامة غاية الندم، ويعضُّ على يديه.

حكم الآية:

الظالم: هو المشرك عقبة بن أبي معيط، كان نطق الشهادتين، ثمّ رجع إرضاء لأُبي بن خلف.

وهذه الآين تتكلم ولها علاقة بالصحبة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ، وقال كذلك صلى الله عليه وسلم: الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، فالإنسان ينجذب إلى من يشابهه ومن يشاكله، فيحصل بينهما الموافقة والمتابعة، فإذا صحب الأخيار، هذا دلالة على أنّه ينجذب لأهل الخير، وكذلك صحبة الأشرار.

لذلك يقول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه

فكم من جاهل أردى حليماً حين آخاه

يُقاس المرءُ بالمرء إذا ما المرؤ ماشاه

كحذو النعل بالنعل إذا ما النعل حاذاه

وللقلب على القلب دليل حين يلقاه

وللشيء من الشيء مقاييس وأشباه

وفي العين غنى للعين إن تنطق وأفواه

وجاء في تفسير الخازن: حُكم الآية عامٌ في كل خليلين ومتحابين، اجتمعا على معصية الخالق عز وجل.

قال تعالى : (لَّقَدۡ أَضَلَّنِی عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَاۤءَنِیۗ) صدق الله العظيم، مبالغة في الخذلان، وهو من عادة الشيطان ترك من يواليه.


شارك المقالة: