إن العمل واجب على اﻹنسان، والعمل يرتبط بحضور اﻹنسان وكرامته. وقد حضت جميع اﻷديان والمبادئ على العمل، وكما نعلم فالعمل الجاد يعطي حياة كريمة للأفراد والمجتمعات واﻷمم بشكل عام. وبدون العمل في المجالات المختلفة لا تسطيع اﻷمم الدوام والتقدم واﻹزدهار.
ومن المعروف أن الصناعة أيضاً من وسائل التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ولا نحتاج إلى الكثير من الشواهد على أهمية الصناعة في تقدم اﻷمم ورقيها.
ولا شك أن العلاقات الاجتماعية الصناعية لها آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية والتي تنعكس باﻹيجاب على اﻷفراد واﻷمم، ولكن في الوقت نفسه لها آثار سلبية اجتماعية صناعية على الفرد واﻷسرة والمجتمع. وإن إلمام اﻷخصائي الاجتماعي بها ضرورة لا غنى عنها من أجل التعامل معها.
العلاقات الاجتماعية الصناعية في العمل:
اﻹنسان اجتماعي بطبعه، وبالتالي فإن العلاقات جزء أساسي من البناء الاجتماعي للإنسان، ولكن في العادة تكون العلاقات بين الناس مبنية على مجموعة من الروابط، مثل: رابطة القربى أو الصداقة أو المصالح المشتركة.
ولكن في المجال الصناعي فإن هناك مجالاً أكبر للتنافس، وبالتالي قد تنعكس سلباً على اتصال العامل باﻵخر، وقد تكون الفردية هي الغالبة، ﻷن علاقة العامل ترتبط باﻵلة من ناحية، وبكمية اﻹنتاج من ناحية أخرى، اﻷمر الذي ينعكس على علاقاته باﻵخرين.
العلاقات الاجتماعية الصناعية في الأسرة:
إن العامل لا يعيش في جزيرة معزولة، فهو عضو في أسرة. والحقيقة أن ما ينطبق على العامل سيؤثر حتماً في أسرته، فإن العمل والصناعة تنعكس إيجابياً على معيشة العامل وأسرته.
ولكن ذلك لا ينفي حضور أثار سلبية تختلف من أسرة إلى أخرى، والعامل قد يكون مع أسرته في منطقة عمله، وقد تكون اﻷسرة في منطقة غير المنطقة التي يسكن فيها العامل. ولكن بشكل عام يمكن القول إن العلاقات الاجتماعية الصناعة في اﻷسرة قد تؤدي إلى:
- تغير في دور اﻷسرة، فالعمل قد يأخذ ساعات طويلة، وبالتالي تظهر الحاجة إلى إعادة توزيع المهام وخصوصاً إذا كانت الأم تعمل.
- تغير في الروابط القوية التي تجمع بين اﻷفراد مثل الجيرة.
- ظهور بعض العوائق الاجتماعية مثل انحراف اﻷحداث.
- انخفاض قوة الضبط الاجتماعي (القانون، الدين، العادات، والتقاليد).
- تعدد اﻷدوار الاجتماعية المطلوبة من اﻷفراد.
- ظهور الحاجة إلى مؤسسات تعنى بالترويح، حيث أن هنالك حاجة لقضاء أوقات الفراغ هذه.