آثار الإطار الأسري والتربوي في الحد من المشاكل الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


يدرس علماء الاجتماع آثار الإطار الأسري والتربوي في الحد من المشاكل الاجتماعية حيث يشيرون إلى الدور الذي تلعبه الأسرة والتعليم في المعالجة والحد من المشاكل الاجتماعية.

آثار الإطار الأسري والتربوي في الحد من المشاكل الاجتماعية

هل يساعد الإطار الأسري والتربوي في حل المشاكل الاجتماعية؟ يرى علماء الاجتماع أن الإطار الأسري والتربوي يلعب دورًا مهمًا في تطور الأمة، واليوم يستعد الناس لفكرة أن يكون التعليم مفيدًا في التطور الشامل للشخص بدلاً من أن يكون مجرد مسار لكسب الدرجات والنجاح النقدي في الحياة، ومن المقبول على نطاق واسع أن التعلم يلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل شخصية المرء.

حيث يتعرف على العالم من حوله من خلال التعليم، ويساعد في تكوين الآراء وتطوير منظور للنظر إلى الحياة، كما إنه يشكل الأساس لأي مجتمع وهو أحد أهم العناصر في معالجة المشاكل الاجتماعية، والمشكلة الاجتماعية هي قضية أو عامل داخل المجتمع يؤثر على العالم الحقيقي، وعدم المساواة بين الجنسين والفقر وإساءة معاملة الأطفال والبطالة والعنصرية والتمييز على أساس الدين هي بعض من العديد من القضايا الاجتماعية السائدة في مجتمع.

والإنسان كطفل يفهم العالم من حيث الصواب والخطأ والخير والشر، لكن بينما يكبر يميل إلى فهم العالم بطرق أكثر تعقيدًا، والمدرسة هي المصدر الرئيسي للمعرفة، ومنذ المراحل الأولى يتعرض لثقافات وتقاليد مختلفة، ويكتسب أيضًا مهارات الاتصال ويتفاعل مع أنواع مختلفة من الأشخاص، ويتعرف على العديد من الفرص والمشاريع التفاعلية.

وما يتعلمه في المدرسة سيحدد إلى حد كبير الشخص الذي سيصبح عليه في المستقبل، حيث لا يساعد التعليم في تشكيل شخصية الإنسان فحسب بل يجعله أيضًا مدرك للشرور الاجتماعية ويخلق رغبة في التغيير من خلال توسيع رؤيته وتوقعاته لرؤية العالم، ويساعد التعليم على فهم ما هو المجتمع وما هي مسؤولياته في ذلك المجتمع، ويزود بالمعرفة لتحليل الهيكل الاجتماعي واعتماد إصلاحات اجتماعية مناسبة وكافية.

ويُمكِّن التعليم النساء من النضال من أجل حقوقهن وتحدي عدم المساواة في العديد من البلدان، وتقل احتمالية أن تصبح النساء المتعلمات عاطلات عن العمل أو يتزوجن في سن مبكرة.

ولتعزيز التعليم تنص مواد الدستور في معظم الدول على وجوب توفير التعليم المجاني والإلزامي للأطفال حتى سن 14 عامًا لأنه حق أساسي لهم، وتحتوي سياسة التعليم الوطنية الأخيرة لعام 2019، التي أصدرتها وزارة تنمية الموارد البشرية على مبادرات لتعزيز التعلم المفتوح والتعلم عن بعد والتكامل التكنولوجي في جميع مستويات التعليم.

كما يلعب التعليم دورًا مهمًا في منع الجريمة، فمن الضروري إشراك الشباب في التعليم وتزويدهم بالدعم والموارد الكافية حتى تتاح لهم الفرصة لتطوير إمكاناتهم الكاملة، ويتعلم الأفراد أن يكونوا أكثر صبرا من خلال التعليم، وتشير الأدلة والأبحاث الدولية المتزايدة إلى أن المجرمين يميلون إلى أن يكونوا أقل تعليماً.

حيث أشار جاري بيكر الحائز على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1992 إلى أن زيادة التعليم يمكن أن تقلل من النزعة الإجرامية للفرد، ويضيف التعليم أيضًا إلى النمو الاقتصادي للبلد، كما إن الارتقاء بالعقل البشري والتغييرات الاجتماعية المرغوبة في المجتمع يمكن تحقيقهما عن طريق التعليم فقط، كما إنه يساعد على بناء مجتمع أفضل، وبالتالي أمة أفضل من خلال إخراجهم من ظلام الجهل وتنورهم بالمعرفة.

ما هي آثار الإطار الأسري والتربوي في الحد من المشاكل الاجتماعية

هناك العديد من الأثار المترتبة على الإطار الأسري والتربوي في الحد من المشاكل الاجتماعية للاعتقاد بأن زيادة الفرص التعليمية والإنجاز يؤدي إلى التقدم الاجتماعي، فالتعليم له أهداف متعددة والطريقة التي يتم بها توفير التعليم من حيث الحوكمة التعليمية والمؤسسات التعليمية والمعلمين والمناهج وعلم التربية كلها مهمة إلى حد كبير، لفهم العلاقة بين التعليم والتقدم الاجتماعي يتم التمييز بين أربعة أهداف متميزة للتعليم: الاقتصادي والمدني والإنساني وتعزيز الإنصاف، ويمكن فهم كل من هذه الأهداف من منظور فردي وجماعي.

يطور التعليم مهارات إنتاجية وهذا أمر ذو قيمة للفرد للتقدم في سوق العمل وللمجتمع، لتحسين الازدهار والحفاظ عليه والمنافسة في اقتصاد معولم، ويطور التعليم المهارات المدنية، وهذا أمر ذو قيمة للفرد، للسماح بالمشاركة الهادفة في المجتمع المدني والحياة السياسية وللمجتمع للاستفادة من المواطنة المستنيرة والمشاركة، كما يطور التعليم المواهب والاهتمامات البشرية، وهذا أمر ذو قيمة للفرد مما يسمح بالازدهار الشخصي، وللمجتمع لأن توسيع المعرفة والإنجاز البشري لهما قيمة في حد ذاته.

ويمكن أن يكون التعليم وسيلة لتحقيق الإنصاف والاندماج الاجتماعي الأكبر أو في حالة الغياب أو سوء تقديمه أو التوزيع غير العادل فإنه وسيلة للظلم وزيادة الإقصاء الاجتماعي، وترتبط هذه الأغراض المميزة للتعليم بطرق متعددة بتعريف التقدم الاجتماعي، وتشمل القيم الأساسية للتقدم البشري الرفاه والحرية والتضامن والعلاقات الاجتماعية والاحترام والتقدير والسلع الثقافية.


شارك المقالة: