أثر الاستعمار في بروز المشكلة السكانية
بين عامي 1946 و 1976، منحت القوى الأوروبية الاستقلال لجميع مستعمراتها الكبيرة في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، ولقد حاول علماء الديموغرافيا تقديم تفسير اقتصادي لهذه النهاية الرائعة لعصر الاستعمار، ويتمثل الابتكار النظري الرئيسي في النظر في تأثير الزيادة السكانية على تخصيص الوقت من قبل السكان الأصليين بين الأنشطة الإنتاجية والتخريبية.
يشير التحليل إلى أن الزيادة في عدد السكان خلال الفترة الاستعمارية زادت من العائد الخاص المحتمل للنشاط التخريبي حتى أصبحت المستعمرات عبئًا صافياً على الحكومات الحضرية، كما يشير إلى وجود نشاط أقل تخريبية في المستعمرات حيث تم احتكار سوق العمالة الأصلية لأن أصحاب العمل المحتكرون للشراء استوعبوا التأثير السلبي المحتمل للنشاط التخريبي على صافي الأرباح.
الأثر الاقتصادي للاستعمار
إن التفاوت الاقتصادي الهائل الذي نلاحظه في العالم اليوم لم يحدث بين عشية وضحاها، أو حتى في القرن الماضي، إلا إنها النتيجة المعتمدة على المسار للعديد من العمليات التاريخية، وكان من أهمها الاستعمار الأوروبي، كما بتتبع خطواتنا بعد 500 عام، أو بالعودة إلى حافة هذا المشروع الاستعماري، نرى القليل من عدم المساواة والاختلافات الصغيرة بين البلدان الفقيرة والغنية (ربما عامل من أربعة) الآن الفروق هي عامل يزيد عن 40، إذا قارنا البلدان الأكثر ثراءً بالأفقر في العالم.
كما أن الاستعمار قد شكل عدم المساواة الحديثة بعدة طرق أساسية، ولكن غير متجانسة، وفي أوروبا، ساعد اكتشاف الأمريكتين وظهور مشروع استعماري جماعي، أولاً في الأمريكتين، ثم لاحقًا في آسيا وأفريقيا، على تحفيز التنمية المؤسسية والاقتصادية، وبالتالي إطلاق بعض الشروط المسبقة لما أصبحت الثورة الصناعية.
لكن الطريقة التي نجح بها ذلك كانت مشروطة بالاختلافات المؤسسية داخل أوروبا وفي أماكن مثل بريطانيا، حيث منح النضال المبكر ضد النظام الملكي البرلمان والمجتمع اليد العليا، أدى اكتشاف الأمريكتين إلى مزيد من التمكين للمجموعات التجارية والصناعية، التي كانت قادرة على الاستفادة من الفرص الاقتصادية الجديدة التي توفرها الأمريكتان، وقريباً آسيا، والضغط من أجل تحسين المؤسسات السياسية والاقتصادية وكانت النتيجة النمو الاقتصادي.
في أماكن أخرى، مثل إسبانيا، حيث كانت المؤسسات السياسية الأولية وتوازن القوى مختلفة، كانت النتيجة مختلفة حيث سيطر النظام الملكي على المجتمع والتجارة والفرص الاقتصادية، ونتيجة لذلك، أصبحت المؤسسات السياسية أضعف وتراجع الاقتصاد كما قال ماركس وإنجلز في البيان الشيوعي: “اكتشاف أمريكا، تقريب الرأس، فتح أرضية جديدة للبرجوازية الصاعدة.”