عند دخول المريض المستشفى للعلاج تصبح مشاكله ذات طبيعة خاصة، وبمجرد انتقاله من بيئته الأسرية يصطدم بضرورة التكيّف مع التغيير المفاجىء لنمط الحياة، على حساب خضوعه لالتزامات صارمة وشديدة تُفرَض على ذاته وعاداته في المستشفى. وهناك أيضاً عوامل تؤثر على المريض ومدى تَقبله للعلاج في أثناء تلقيه العلاج مثل أثر المرض على الأسرة وتقبلهم للمريض ومدى وعيهم بمقابلة احتياجات المريض ليتماثل للعلاج.
أثر دخول المستشفى على قبول المريض للعلاج
يواجه المريض في المستشفى عدة فحوصات واختبارات لم يتعود عليها وبالتاليس ينتابه الضيق والقلق من هذا الوضع. وفي حالات تردد المريض على المستشفيات الحكومية أو المجانية يزيد عبء المريض ويُضعف من نفسيته وذلك مِمّا يُعانيه من الوقوف في طابور طويل مِمّا يُشعِره بالمهانة من جانب ويفقد ثقته في العلاج من جانب آخر، وأحياناً يُفضِل التعبير عن آلامه في العيادات الخارجية.
كما يرى المريض الامتثال للأوامر والتعليمات الصادرة له في المستشفى وكذلك منع الزيارات أنها عبارة عن تقييد لحريته وبالتالي يطالب بمغادرة المستشفى للتخلص من هذه القيود حسب اعتقاده.
أثر المرض على الأسرة
عندما يتعرض أحد اعضاء الأسرة للمرض تنعكس حالته على كل عضو في جماعة الأسرة، فيضطرب نظام الحياة اليومية في المنزل، ويتحمل أعضاء الأسرة الأصحاء مسؤوليات إضافيه، بينما يثسبب المرض القصير المدة مشكلات قليلة نسبياً إلّا أنَّ المرض المزمن الذي يتطلب فترة طويلة للعلاج يؤدي إلى أضرار بالغة.
وفي حالة الأمراض المعدية والتي يُعالج فيها المريض في منزله ينبغي أن يتخذ الأعضاء الأصحاء في الأسرة احتياطات وقائية حتى لا تنتقل العدوى إليهم مِمّا يزيد من الأعباء والقلق لدى باقي أفراد الأسرة الأصحاء.وبجانب زيادة الأعباء الاقتصادية التي تتحملها الأسرة نتيجة الإنفاق على أجور الأطباء والدواء والمعالجة وثمن الطعام الخاص للمريض بالإضافة إلى نفقات كرم الضيافة ومصاريف الانتقال.
وعموماً ما يُحدّد الاهتمام الذي تُبديه الأسرة نحو المريض هو مدى تقبل المريض لحالته وتقبل النتائج النهائية للمرض.ففي حالة عدم تقبل المريض لمرضه فإنَّ ذلك يفرض عبئاً ثقيلاً وكبيراً على الأسرة في التعامل معه واقناعه بتلقي العلاج اللازم ليتماثل للشفاء.