بداية معركة أنقرة:
تقدم السلطان العثماني بايزيد الصاعقة مع جيشه، على أنّ يلتقي مع تيمور لينك خارج سيواس، إلاّ أنّ تيمور لينك سلك طريقًا أُخرى غير متوقعة، ودخل الأراضي العثمانيّة وقام بنهبها، فلما سمع السلطان بايزيد ذلك، غضب غضبًا شديدًا، ورجع هو وجنوده لملاقاة تيمور لينك وجيشه، وقد أتبعتهم المسافات والعطش الشديد، فقد نزلوا في مكان لا يوجد به ماء، وقام تيمور لينك ببناء سد على النهر وتحويل الماء وقطعه عن القوات العثمانيّة.
ما هي أسباب هزيمة السلطان بايزيد في معركة أنقرة؟
بدأت المعركة بهجوم واسع النطاق من العثمانيين، واجهته أسراب من السهام من رماة الخيول التيموريين، قتل عدة آلاف واستسلم الكثير لتيمور نجح ستيفان لازاريفيتش وفرسانه مع قوات والاشين (المتناقضة) في محاربة هجمات التيموريين وقطعوا صفوف المغول ثلاث مرات.
كانت القوات الصربية ترتدي درعًا أسود ثقيلًا كان فعالًا جدًا ضد السهام التيمورية. وقد أعجب تيمور بالقوات الصربية التي “تقاتل مثل الأسود” حسب قوله، كانت المعركة في البداية لصالح القوات العثمانيّة، حيث أبهر الجيش العثماني والقائد العظيم بايزيد قوات العدو، فقد تمتعوا بالقوة والشجاعة، وانهاروا على قوات العدو ببسالة، لكن فجأة تحولت المعركة تدريجيًا لصالح القوات التيموريّة، فكان أول سبب انقطاع الماء عن الجيش العثماني، وحدث شي غير متوقع إذ قامت قوات التتار التي تُشكل معظم الجيش العثماني بالانقسام عن السلطان بايزيد والوقوف إلى جانب تيمور لينك، بعد أنّ راسلهم وأتفق معهم على الانقلاب على العثمانيين مقابل أعطائهم أراضيهم، ممّا أدّى إلى إضعاف الجيش العثماني، ومن الجدير بالذكر أنّ تيمور لينك لم يفي بوعده للتتار، وقام بالقضاء عليهم.
وبعد انقسام التتار عن السلطان بايزيد، زادت الأمور سوءًا عندما قام سليمان بن بايزيد بترك أبيه والعودة إلى مدينة بورصة، فلم يبقَ معه إلاّ خمسة الآف فارس، وكانوا قد قاتلوا بشجاعة وقضوا على القوات التيموريّة واستمر القتال بينهم، حتى ضعفت القوات العثمانيّة وتكاثرت قوات العدو من حولهم، وقتلت الكثير من أبطالهم وقادتهم، ووقع السلطان العثماني في أسرهم في يوم الأربعاء الموافق 27 من ذي الحجة، حاول تيمور لينك اللحاق بسليمان إلّا أنّه لم يستطع ذلك، وقام بحرق ونهب المدن العثمانيّة.
بعد المعركة، انتقل تيمور عبر غرب الأناضول إلى ساحل بحر إيجه ، حيث حاصر وأخذ مدينة سميرنا، كانت المعركة كارثيّة للدولة العثمانيّة، ممّا أدّى إلى كسر ما تبقى وتحقيق انهيار شبه كامل للإمبراطورية العثمانيّة.
نتج عن ذلك حرب أهلية بين أبناء بايزيد. استمرت الحرب الأهلية العثمانيّة لمدة (11) عامًا أخرى (1413) بعد معركة أنقرة، المعركة مهمة أيضًا في التاريخ العثماني باعتبارها المرة الوحيدة التي تمّ فيها القبض على السلطان شخصيًا.