اقرأ في هذا المقال
أرسل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (3000) مُقاتل في شهر جمادى الأول 629 م، من أجل حملة سريعة لمهاجمة ومعاقبة القبائل على قتل مبعوثه من قبل الغسانيين، قادة الجيش كانوا على الترتيب زيد بن حارثة، والثاني جعفر بن أبي طالب، والثالث عبد الله بن رواحة.
عندما وصل جيش المسلمين إلى المنطقة الشرقيّة من الأردن وعلموا بحجم الجيش البيزنطي أرادوا الانتظار وإرسال تعزيزات من المدينة المنورة، ذكّرهم عبد الله بن رواحة برغبتهم في الاستشهاد وتساءل عن خطوة الانتظار عندما ينتظرهم ما يريدون ، فأثار روح الحماس وحب الجهاد، فواصلوا السير نحو الجيش البيزنطي.
قام المسلمون بإشراك البيزنطيين في معسكرهم بالقرب من قرية مشرف ثم انسحبوا نحو مؤتة، هنا حارب الجيشان، تشير بعض المصادر الإسلامية إلى أنّ المعركة خاضت في واد بين ارتفاعين، الأمر الذي أبطل التفوق العددي للبيزنطيين.
خلال المعركة، سقط القادة المسلمون الثلاثة واحدًا تلو الآخر أثناء توليهم قيادة القوة: أولاً ، زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة. بعد وفاة عبد الله بن رواحة، بدأ بعض الجنود المسلمين بالانهزام، عندما رأى ثابت بن الأرقم الحالة اليائسة للقوات المسلمة، رفع راية الإسلام وحشد رفاقه، من أجل إنقاذ الجيش من الهزيمة، تولى الأرقم الراية ، بعد ذلك طلب من خالد بن الوليد أنّ يأخذ الراية ويقود الجيش، وروى خالد بن الوليد أنّ القتال في مؤتة كان شديداً لدرجة أنّه استخدم تسعة سيوف خلال المعركة.
رأى خالد بن الوليد أنّ مواجهة الجيش البيزنطي صعبة جدًا، وبقي يُفكر بالخطة التي يتبعها لإنقاذ جيش المسلمين وذلك لأنّ الجيش البيزنطي يفوقهم بالعدد والقوة، وعندما هبط الليل أحدث ضجة ليشعر المشركين بأنّ المسلمين قدم إليهم مدد، وأعاد ترتيب صفوف الجيش الميمنة والميسرة والمقدمة والمؤخرة، واستبدل الرايات برايات جديدة، ليرى المشركين في الصباح وجوهًا جديدة.
أمر المسلمين بالقتال بكل قوة وبسالة، وأن يبذلوا قصارى جهدهم، واستمرت المناوشات بين الجيشين، وفي وقت حاسم قرر خالد بن الوليد الإنسحاب، وبقراره جنب الجيش معركة ضارية، وعندما رجع الجيش، أثنى الرسول على جهودهم وأخبرهم بأنّ انسحابهم بمثابة الفتح.