أرنولد تونيبي

اقرأ في هذا المقال


فيلسوف ومؤرخ ومفكر بريطاني ولد في  لندن درس حركة المجتمعات الحضارية والحضارات الإنسانية، من أعماله موسوعة لدراسة التاريخ، وهو من أشهر المؤرخين في القرن العشرين.
أقام تونيبي نظريته في التغير في المجتمعات على أساس مفهومي التحدي والاستجابة، فالمجموعة الحضارية مثل الحضارة الإسلامية أو الحضارة المسيحية أو الحضارة الهندوسية تتبدل وتتطور ضمن عملية جدلية وظروف معينة داخل إطار العلاقة.
ومن وجهة نظر تونيبي إنَّ هذه الحضارات تطورت عن حضارة سابقة لها، فالحضارة الإسلامية حلَّت مكان حضارة العرب قبل الإسلام، وبالتالي فإنَّ الحضارة تتولد وتتطور وقد تنتهي لتكوّن حضارة جديدة.

طبيعة التطور الحضاري:

التطور الحضاري يعتمد على نوعية الاستجابة للتحديات، وتختلف المجموعات الحضرية في هذا فبعض تلك الحضارات يتوجه إلى استجابات من الماضي، والبعض الآخر يستجيب للتحديات عن طريق ربطها بالمستقبل.
والتحدي الأكبر هو الذي يؤدي إلى عملية التطور ولا تقف عند إثارة الاستجابة فقط، وإنَّما يؤدي إلى وضع يصبح فيه الإنسان أكثر قدرة واستعداد من أجل الاستجابات الصحيحة.
ومن التحديات الجديدة تستمر عملية مواجهة القضايا إلى استحضار قضايا، وبالتالي تصبح الجماعة أكثر خبرة وقدرة فتتمكن من الاستمرار في عملية التطور.
فالحضارة من وجهة نظر تونيبي تنمو وتتطور حيث ينتقل فيها الإنسان من تحدي إلى استجابة يخرج منها تحديات جديدة فاستجابات، وبالتالي هذه العملية استمرارية في نمو الحضارة.
الحضارات في العادة تواجه تحديات داخلية كالزيادة في عدد السكان أو قلة الموارد، وتواجه أيضاً تحديات خارجية كالتنافس على الموارد والأسواق، وبالتالي الاستجابات في البناء الاجتماعي تجعل من الحضارة أكثر قدرة على الاستمرارية.
إذا فقدت الحضارة قدرتها الإبداعية ينقسم المجتمع إلى أقلية مسيطرة مستبدة، والأغلبية الأخرى من البروليتاريا المقهورة، وبهذا تتعثر قدرات القيادي وفي الوقت نفسه ينمو لدى الأغلبية المقهورة روحها الخاصة التي تحافظ عليها.
مِمّا يؤدي إلى عمليات صراع بين الإرادتين في البداية يصاحبه تدهور في الحضارة، حتى تتحرر البروليتاريا من سجنها الروحي فتتحوَّل إلى قوة وأساس حضارة جديدة.
وفي حالة مواجهة المجتمع الحضاري لمثل هذه الازمة التي تتحول فيها أقلية الصفوة إلى جماعة متسلطة يكون المجتمع في انتظار منقذ ليخرجهم من هذا الوضع.

المصدر: ابراهيم عتمان، مقدمة في دراسة علم الاجتماع،2008محمد شهاب، رواد في علم الاجتماع،2005عبد الهادي محمد، مدخل إلى علم الاجتماع، 2002


شارك المقالة: