أسباب المشكلات الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


من الصعب الوصول إلى تعريف واحد جامع مانع للمشكلة الاجتماعية، وكما تلعب النسبيَّة دوراً بارزاً في تحديد المشكلات، فإنَّه يَصعُب أيضاً وضع سبب واحد لها، فأسباب المشكلات ومُسبّباتها تتنوّع وتتعدّد من ناحية بل وتختلف من زمان إلى زمان ومن مكان لآخر ومن ظروف إلى ظروف أخرى، بل ومن باحثٍ إلى باحث آخر طِبقاً لخلفيته وتكوينه من ناحيةٍ أخرى.

أسباب المشكلات الاجتماعية:

في الوقت الذي قد يعزو الشخص العادي مشكلة ما إلى سبب أو عامل واحد يَرُدُّها الباحث الاجتماعي المدقّق إلى أسبابها وهي في الأغلب الأَعمّ متعدّدة ومختلفة.

وفي الوقت الذي يرى فيه عالِم في الإجرام مثلاً أنَّ الوراثة تقف وراء هذه لظاهرة أو لمشكلة الإجرام يَرٌدُّها عالِم اجتماعي آخر إلى البيئة المحيطة بكل أبعادها ومؤثِّراتها وإنْ كان لا يَستبعِد تأثير الوراثة كأحد العوامل أو الاحتمالات على الأقل.

هذا ويُرجِع بعض الباحثين أسباب المشكلات الاجتماعية إلى عدم إشباع الاحتياجات بين أفراد المجتمع وهي الاحتياجات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والبيولوجية والصحية والتعليمية والترويحية ويُرجِعون عدم الإشباع لهذه الحاجات لمجموعة من العوامل المرتبطة بالفرد ذاته أي عوامل ذاتيّة أو عوامل تعود لأُسرَته أي عوامل أُسَرية أو للعوامل الاجتماعية أو البيئية أو العوامل المجتمعية والوراثية والبيئية أي البيئية الطبيعية والبيئة الاجتماعية بما فيها من ظروف اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية باعتبارها السَّبب وراء هذه المشكلة أو تلك ومُتحكّمَة في خطّ سَيرِها.

العومل الوراثية:

العوامل الوراثية هي عوامل تتعلّق بذات الفرد، وقد تلعب هذه العوامل دوراً في حدوث المشكلات وتُسبب الانحرافات الناتجه عن أسباب بيولوجية أو عضوية أو وراثية مثل الانحرافات الجنسية والأمراض العقلية والعصبية إلى جانب الميول الإجرامية مشاكل اجتماعية. كما يدخل في الانحرافات الشخصية المَيل إلى النفعيّة والسعي وراء المصالح الشخصيّة عموماً سواء كان ذلك من قِبَل أفراد أو جماعات.

العومل البيئية الطبيعية:

تتمثّل العوامل البيئية الطبيعية في المناخ والتضاريس والتغيرات البيئية التي تحدث فجأةً بسبب البراكين أو الزلازل أو الفيضانات جميعها تُسبّب في حدوث المشكلات الاجتماعية،على سبيل المثال: المناخ الحار قد يُسبب حساسية الأعصاب وثورتها بسهولة.

كما أنَّ هناك عوامل بيئية غير طبيعيّة تحدث من خلال الفعل الاجتماعي وتكون مصدر لتكوين المشكلات الاجتماعية،على سبيل المثال: هناك أحياء سكنية توسَم ببيئة المجرمين أو الفقراء وفي الغالب تُنتِج مزيداً من السلوكيات المنحرفة وهكذا. ويندرج تحت العوامل البيئية غير الطبيعية الظروف الاقتصادية والسياسية والأوضاع الاجتماعية والثقافية.

الظروف الاقتصادية والاجتماعية المسبِّبة للمشكلات الاجتماعية

الظروف الاقتصادية المُسبِّبة للمشكلات نَجِدها في كثير من الأوجه والتي يأتي على رأسها أمران أولهما الفقر وثانيهما عدم العدالة في التوزيع. والظروف السياسية المُسبّبة للمشكلات يمكن أن تتركّز أساساً في اتجاه نظام الحكم السائد في عدالته أو عدمها وفي ديمقراطيته أو دكتاتوريته. كما يتمثَّل في مدى سيطرتها على مجريات الأمور في الدولة وتسييرها من عدمه، وهذا المناخ قد يُضعِف بكل جهود التنمية ويقف في طريق التطوّر والتقدم.

أمَّا بالنسبةِ إلى الأوضاع الاجتماعية والثقافية التي تُسهِم في خَلق المشكلات فيُمكن تمثيلها في كثير من الاتجاهات ومنها:

1- اختلاف أسلوب التنشئة الاجتماعية.

2- اختلاف المستويات التعليمية.

3- التضارب والتصارع الثقافين وتؤدي إليه العديد من الأمور التي منها:

  • اختلاف المواجهات والمعطيات الثقافية.
  • الجمود والتزَمّت الثقافي أو التوسّع الثقافي اللامحدود.
  • التفاوت في سرعة التغيُّر الاجتماعي والثقافي.
  • الضبط الاجتماعي القاسي أو المتساهل.
  • عدم وضوح الأهداف والمعايير.
  • النزعات الانعزالية والانفصالية.

شارك المقالة: