من الأسباب التي أجبرت بعض الأشخاص ﻹيداع والديهم في دور الرعاية، هي العلاقات السلبية بين الجيل القديم والجيل الجديد، حيث تغيرت رعاية المسن من مرحلة الإكرام إلى مرحلة الفتور، ومن ثم مشاكل الطلاق والسكن والهجرة وارتفاع المعيشة، كل هذه المسببات جعلت من المسن في بعض الأحيان معزولاً بلا اهتمام أو رعاية، مما أدى به إلى اللجوء والتوجه إلى دور الرعاية.
أسباب دخول المسن إلى دار الرعاية
إن التكيف والتعايش في دور الرعاية غير مستحب عند بعض المسنين، وقد يكون السبب هو اجبار المسنين بالأنظمة والتعليمات التي تتبع بدور الرعاية والتي تلزم النزيل كتعليمات النوم والصحو ونوعية الوجبات وتمضية وقت الفراغ لديهم والتعايش مع شريك بالغرفة، وفقدان الخصوصية وترك الأدوار الطبيعية التي كان يقوم بها، مع فقدان الاستقلالية واستبدالها بالاعتمادية، لذا يفضل أغلب المسنين أن يبقوا في بيوتهم ومع أسرهم وبيئتهم الطبيعية، إلا أن ذلك يجبر بعض المسنين على دور الرعاية منهم:
1- المسنين الذين ليس لديهم أحد في حال وفاة الزوج أو الزوجة أو العازبين أو المطلقين.
2- في بعض الأحيان ترغب بعض الأسر بالتحرر من واجباتها اتجاه المسن، كالاهتمام بنظافته ومأكله وعلاجه، وهذا الوضع ينطبق في الغالب على المسنين الذي يشكون عجزاً من الجانب الوظيفي.
3- قلة دخل الشهري للأسرة وعدم استطاعتها من تأدية حاجات المسن الصحية، وبالأخص إذا لم يتوفر للمسن راتب تقاعدي.
4- بعض المسنين يشعروا بأنهم غير مرغوبين بهم في بيوت أبنائهم، فيرغبون الابتعاد، ويتضمن ذلك سوء معاملة المسن.
ينبغي أن تتحدد الرعاية الملائمة للمسن من خلال حاجته لذلك، وإذا لم يتقرر ذلك مقدماً فإن إيداع المسن مباشرة في دار للرعاية قد يؤثر عليه بما يدعي بزملة المؤسساتية التي تتجلى أعراضها في حب النفس والاستناد على الغير وفقدان الاعتناء بالعالم الخارجي بالإضافة إلى فقدان الوجه لقدرته على التعبير وميكانيكية الأداء والفعل.
وتعد هذه الأعراض محاولة من المسن لكيفية التصرف مع مناخ غير شخصي يسود داخل المؤسسات، كما أن اتجاهات بعض العاملين في دور الرعاية اتجاه المسنين والرغبة إلى معاملتهم كأطفال يساعد في تدهور مفهوم وتقدير الذات لديهم، كما أن الوجود المديد داخل المؤسسة واختصار التفاعل الاجتماعي فيها على المسنين ذاتهم دون أن يمتد إلى أفراد الآخرين خارج دار الرعاية، يؤدي إلى مزيد من التدهور والخلل في الصحة النفسية والبدنية والعقلية للمسنين.