أسباب وهمية تدفع الناس إلى تصديق الخرافة

اقرأ في هذا المقال


من الممكن أن تكون الخرافة قصة رمزية أو واحدة من الحكايات الشعبية التي يتداولها الناس، ولربما هي قصص يحكيها كبار السن لأحفادهم، والخرافات تلك متواجدة في المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، مع وجود اختلاف في المستوى الثقافي والحضاري من بلد لآخر، غير أن فئة غير قليلة من المجتمع تؤمن بهذه القصص والخرافات المختلفة.

لم لا تزال الخرافة مؤثرة إلى يومنا هذا؟

يتجنب أغلب الناس ممن يؤمنون بالخرافات الكثير من الأمور الجالبة لسوء الحظ والفأل السيء من منظورهم، كالقطة السوداء والرقم 13 وكسر المرايا وكذلك السير تحت السلالم، كما أن الخرافة تفسر سبب عدم وجود رقم الطابق 13 في العديد من مصاعد المباني، كما أشار نسبة لا بأس بها تقارب ال13% من الأشخاص في استبانة واحدة، إلى أن الإقامة في الطابق الثالث عشر في الفندق تسبب لهم الإزعاج، وكما قال 9% منهم أنهم بالطبع سيطلبون غرفة أخرى، وفق دراسة أجرتها إحدى الصحف. 

أضف إلى ذلك، أن بعض شركات الطيران في بعض الدول، ليس لديها الصف 13 على متن طائراتها، وعلى الرغم من عدم وجود تأويل وتفسير منطقي وعقلي للخرافة، إلا أن تعريفها بشكل عام والذي يعني الاعتقاد بالقوى الخارقة للطبيعة، بدافع الرغبة في التأثير على العوامل التي لا يمكن التنبؤ بها، يضعنا على الدوام في دائرة الأوهام لعدم وجود الأدلة المنطقية والعقلية للاعتقاد والأخذ بها. 

لماذا لا يزال البعض يعتبرون مشاهدة القط الأسود شؤمًا وجالبة للحظ السيء، ويربطون وجوده بالشؤم ويوم مبشر بالويلات، وهل يعلم بعض الأشخاص لماذا يُعد القط عامة وذا اللون الأسود بشكل خاص جالبًا للنحس، هذه الخرافات ترجع إلى آلاف السنين، فقد قيل أن المصريين القدماء يعبدون القطط ويقدسونها، وكما أن لهم آلهة تسمى “باشت” رأسها رأس قطة، و في اعتقادهم أن لآلهتهم تسع أرواح، وحين تموت قطة سوداء، كانوا يحنطون جسدها، فقد اكتشفت بقايا آلاف القطط السوداء في مقبرة في مصر، وكان قتل القطة يعتبر جرمًا عقوبته الموت، وبذلك كان الناس يخافون كثيرًا من القطة السوداء.

في كثير من الدراسات وجد بعض علماء النفس، والذين قاموا بإجراء تحقيق في دور الخرافات الكبير والمؤثر في المجتمع، أنها تأتي من افتراض الأشخاص المؤمنين بها وجود اتصال بين أحداث غير مترابطة، وقد أثبتت ذات الدراسات أن تعامل البعض مع السلوكيات الخرافية يقلل ويحد من القلق، وهذا هو السبب في أن مستويات الخرافة تزيد وتعظم في أوقات التوتر والقلق، خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية وعدم الاستقرار الاجتماعي.

الأبحاث التي أُجريت أثبتت أن الإجراءات التي ترتبط بالخرافات من الممكن أن تتطور كذلك لتصير عادة وتقليدًا مع تقدم السلوك وتطوره، ولربما يقود الفشل في تأدية الطقوس إلى زيادة القلق، لكن تمهل، ففي اليوم الذي تكسر فيه مرآة، أو ترى قطًّا أسود، أو حين يصادفك الرقم 13، لا تبالغ في القلق من “سوء الحظ” أو “الفأل السيء”؛ لأن ذلك ما هو إلا خدعة للعقل ووهم اختلقته المخيلة الشعبية.


شارك المقالة: