أسرة كونباونغ

اقرأ في هذا المقال


أسرة كونبارونغ: هي أخر الأسر الحاكمة في بورما وقد امتد حكمها منذ عام 1752 ميلادي حتى عام 1885 ميلادي وتعد أسرة كونباونغ من أوائل الأسر في بورما والتي أقامت أكبر الإمبراطوريات في بورما وتمكنت خلال حكمها من القيام بعدة إصلاحات وتأسيس الدولة البورمية الحديثة وعلى الرغم من الإصلاحات، إلا أنّها لم تتمكن التخلص من الحكم البريطاني.

أسرة كونبارونغ

تم تأسيس أسرة كونبارونغ على يد رئيس قرية ألونغيايا في عام 1752 ميلادي وذلك من أجل خوض صراع ضد مملكة هانثواي وتم خلال ذلك إنهاء حكم سلالة تونغو في عام 1759 ميلادي وتمكنت من طرد قوات ألونغيايا من الأراضي البورمية وكما قامت بطرد الفرنسيين والبريطانيين، وفي عام 1760 ميلادي بدأت بورما بالدخول بمجموعة من الحروب مع سيامي واستمرت الحرب حتى القرن التاسع عشر ميلادي.

مع بداية عام 1770 ميلادي تم هزيمة ألونغيايا وقامت أسرة كينغ الصينية بحكم جميع أراضي لاوس وانشغلت بورما لمدة عامين في الحروب مع الصين، وفي عام 1770 ميلادي استرجع السياميين جميع أراضيهم وأخذوا يحاولون السيطرة على مملكة لانا واستمرت حرب بورما مع سيامي حتى عام 1855 ميلادي ونتج عنها قيام كلا الدولتين بمبادلة الأراضي.

قام الملك البورمي بوداوبايا والذي كان يخوض حرب ضد الصين بالسيطرة على الممالك الموجودة في الشرق والممالك الغربية، الأمر الذي أدى إلى خلق حدود غير واضحة مع الهند البريطانية، وفي عام 1824 ميلادي قامت أول حرب بريطانية بورمية وتمكنت بريطانيا من هزيمة بورما في تلك الحرب ونتج عن الحرب تخلي بورما عن أراضي أراكان وأسام ومانيبور وتينا سيرم وكما قامت بورما بدفع التعويضات المالية.

في عام 1852 ميلادي سيطرت بريطانيا على أراضي بورما السفلي، وعند بدء الحرب البريطانية اليورمية الثانية حاول الملك البورمي العمل على تحديث المملكة، في عام 1875 ميلادي تم ضم الأراضي المحيطة والتنازل عن دول كاريني والتي قامت بريطانيا بضم الأراضي إليها والعمل على توحيد أراضي الهند الصينية الفرنسية وفي عام 1885 ميلادي قامت الحرب البريطانية البورمية الثالثة.

في عام 1599 ميلادي بدأت الإصلاحات الإدارية والتي قام بها ملوك كونباونغ وكانت تلك الفترة حكم أسرة تونغو وتمكنت من تحقيق إصلاحات كبيرة، كما قاموا ملوكها بعمل إصلاحات تجارية؛ ممّا ساعدهم على تحسين الوضع الاقتصادي فيها ورفع مستوى الإيرادات في الدولة، في عام 1857 ميلادي قاموا بفتح مركز للضرائب وتم إصدار أول عملة موحدة في البلاد واعتماد اللغة البورمية لغة البلاد الرسمية.

مع بداية عام 1830 ميلادي استمرت المسارح والأدب بالتطور والانتشار، وفي نهاية القرن الثامن عشر ميلادي تم فتح مراكز لمحو الأمية لدى الذكور، وبدأت الدولة بعد ذلك بالتخطيط للسيطرة الفكرية على الشعب وعلى الرغم من الإصلاحات الكبيرة التي قامت بها الدولة، إلا أنّها لم تتمكن من وقف التوسع البريطاني في أراضيها، وقد أدى ذلك إلى استمرار الصراعات.

بدأت أسرة كونباونغ بعد ذلك بشن عدة هجمات عسكرية ضد مملكة أسام ومون  ومملكة بيغو ومملكة أيوتايا وأسسوا بعد ذلك الإمبراطورية البورمية الثالثة وتم عقد معاهدات مع بريطانيا وتمكنت بورما بعد تلك المعاهدة من معرفة حدودها، تولى الملك هسيم يوشن الحكم بعد ذلك واستمر خلال حكمه من عملية توسعة أراضي الإمبراطورية وفي عام 1767 ميلادي قامت الحرب واستمرت لمدة سبعة أعوام.

أجرت الدول في جنوب شرق آسيا بتغيير مفهوم الملكية في الدولة، الأمر الذي أدى إلى ظهور التمردات وكانت الدولة تدعم تلك التمردات في بعض الوقت وكانت تسعى إلى نشر الأفكار التمردية والمطالبة بتغيير النظام الملكي، كانت بعض القبائل تريد السيطرة على الحكم ومن بين تلك القبائل كانت قبيلة المون والتاي.

بدأت أسرة كونبارونغ بخوض عدد من الصراعات للدفاع عن أراضيها وقد خاضت أربعة حروب ضد أسرة كينغ الصينية والتي كانت تشكل تهديد لأراضي بورما في المناطق الشرقية، ومع استمرار الحروب وتعرض بورما لعدد من الخسائر دعاء الإمبراطور البورمي إلى عقد علاقة سلام مع الصين والحفاظ على العلاقة التجارية بين الدولتين، وقد أدى ذلك إلى تحسين العلاقة بين الدولتين.

كانت أسرة كونباونغ تواجه عدد من الصراعات مع الدول الغربية والتي كانت تفوقها قوة، الأمر الذي دفع أسرة كونبارنغ إلى توسعة أراضيها وقامت بتأسيس مراكز تجارية في منطقة دلتا أروادي، كما قامت بتحسين علاقتها مع فرنسا وبريطانيا؛ وذلك من أجل الحفاظ على استقرار البلاد، ولكن في نهاية الحروب التي خاضتها بورما ضد بريطانيا، تمكنت بريطانيا من ضم الأراضي البورمية إلى إمبراطوريتها.


شارك المقالة: