أصل نشأة الدولة في علم الاجتماع السياسي

اقرأ في هذا المقال


أصل نشأة الدولة في علم الاجتماع السياسي:

لقد احتل موضوع الدولة بصورة عامة، وأصل تأسيسها وبنائها بصورة خاصة، حيز عظيماً من الفكر البشري، فانشغل بذلك العديد من المفكرين والفلاسفة وعلماء الاجتماع والقانون والسياسة وغيرهم، وأن الدولة تتكون من أفراد وإقليم والسلطة المنظمة، وبأنه عندما تتوافر هذه المقومات يتأسس كيان الدولة، إلا أننا نلاحظ اختلافات مهمة بين ما أورده المتخصصون في هذا المجال يخص أصل نشأة الدولة.

وهنا يبرز توضيح اتجاهين رئيسيين لكل منهما مبرراته، حيث يذهب الاتجاه الأول إلى الحديث عن تأسيس السلطة السياسية الحاكمة، ويعد ذلك أساس تأسيس الدولة، في حين نجد أن الاتجاه الثاني لا يهتم بموضوع الهيئة الحاكمة، لأنه يرى فيه موضوعاً مستقلاً ليس له علاقة مباشرة بنشأة الدولة، ويحدد صور أخرى لنشأتها.

ويعتبر الاتجاه الأول في أصل نشأة الدولة، يأخذ هذا الاتجاه بالتداخل الحاصل بين مفهوم الدولة ومفهوم السلطة السياسية وقد اعتمد على عدد من النظريات المفسرة لذلك وهي:

نظريات أصل نشأة الدولة في علم الاجتماع السياسي:

1- النظريات الثيوقراطية:

تقوم النظريات الثيوقراطية أو الدينية، على أصل أن الدولة هي نظام كوني، أنشأها الله وهو مصدر التحكم فيها، وأن الحكام مصطفين، وبذلك فإن إرادتهم ترتقي على إرادة المحكومين، الذين ينبغي أن يكونوا مستجيبين بشكل تمام ﻹرادة الحكام.

لذا نرى أن هذه النظريات استغلت لتوطيد سلطان الملوك، من أجل تبرير قائدهم الظالم، الذي يكون فوق كل رقابة، لأن أولئك القادة هم الذين لا يحاسبون نظراً لرقي طبيعتهم على طبيعة البشر، وبالتالي فلا يحق للمحكومين الخروج عن طوعهم أو محاسبتهم، وإن توافقت النظريات الثيوقراطية في نشأة سلطة الحكام على أصل ديني، إلا أنها اختلفت فيما يتعلق باختيار الحكام.

2- النظرية الديمقراطية:

تقوم النظريات الديمقراطية على أساس أن السلطة مصدرها الشعب، وبذلك لا تكون السلطة الحاكمة مشروعة، أي ليس هناك ما يبرر قيامها، ويعطيها مشروعية الحكم، إلا إذا كانت نتاج الإرادة الحرة للجماعات التي تحكمها، وترجع نشأة هذا الاتجاه التنظيري الديمقراطي إلى عهد فلاسفة اليونان في القرن الثالث قبل الميلاد كأساس للتجمع السياسي اليوناني.

إلا أن ازدهاره كان بقيام نظريات العقد الاجتماعي التي ظهرت في المجتمع الأوروبي مع بدايات القرن السابع عشر، وانتشرت خلال القرن الثامن عشر، حيث برزت بصورة واضحة واحتلت مكانة خاصة في الفكر السياسي، على يد عدد من المفكرين في أوروبا، كان أبرزهم الإنجليزيان هوبز ولوك، والفرنسي روسو.


شارك المقالة: