نظام المركزية في الدولة الأموية

اقرأ في هذا المقال


الاضطرابات السياسية في العراق:

ظل الوضع السياسي في العراق غير مستقر وأصبحت حاميات الكوفة والبصرة منهكة وضعيفة وذلك بسبب الحرب مع المتمردين الخوارج، في عام (694)، جمع عبد الملك المدينتين كمحافظة واحدة تحت حكم الحجاج، الذي قام بوقف ثورات الخوارج في منطقتي العراق وإيران بحلول عام (698)، ومنحه بعد ذلك السلطة على بقية الخلافة الشرقية.

بلغ استياء القوات العراقية من أساليب الحكم التي اتبعها الحجاج، لا سيما تهديداته بالقتل لفرض المشاركة في المجهود الحربي وخفض الرواتب، بلغ هذا الأمر ذروته مع تمرد في العراق ضد الأمويين في عام (700)، كان قائد الثوار هو نبيل الكوفان ابن الأشعث، حفيد الأشعث بن قيس.

قام الحجاج بقمع المتمردين التابعين لابن الأشعث وكان ذلك في معركة دير الجماجم، كانت نهاية للمقاتلة العراقية كقوة عسكرية وبداية الهيمنة العسكرية السورية على العراق وتثبيت حكم الامويين.

الإصلاحات الأموية لتوطيد الحكم الأموي:

بعد الانقسامات الداخلية التي حدثت في  العراق، واستخدام عبد الملك والحجاج لقوات سورية أكثر تنظيم وقوة، إلى عدم قدرة العراقيين على إعادة فرض سلطتهم في المنطقة، لتوطيد الحكم الأموي بعد الفتنة الثانية، قام المروانيون بإطلاق مجموعة من الإجراءات المركزية والأسلمة والتعريب.

من أجل منع المزيد من التمردات في العراق، قام الحجاج بإنشاء قاعدة عسكرية سورية دائمة في مدينة واسط، والتي تقع بين الكوفة والبصرة، وأوجد إدارة صارمة  في المحافظة، استمدت القوة بعد ذلك من القوات السورية، أصبحت بعد ذلك الطبقة الحاكمة في العراق، أما النبلاء العرب العراقيون وعلماء الدين أصبحوا رعاياهم وتحت سيطرتهم.

تم تحويل الفائض من أراضي سواد الغنية (وهي الأراضي الزراعية التي تقع جنوب بلاد النهرين)  من المقاطعة إلى خزينة الخليفة في دمشق لدفع رواتب القوات السورية في العراق، تم إنهاء نظام الرواتب العسكرية الذي وضعه عمر بن الخطاب، والذي كان بقوم بدفع رواتب قدامى المحاربين في الفتوحات الإسلامية السابقة وأحفادهم، وحصرت الرواتب على من هم في الخدمة الفعلية.

اعتبر النظام القديم عائقاً أمام السلطة التنفيذية لعبد الملك وقدرته المالية على مكافأة الموالين في الجيش، وهكذا نشأ جيش محترف في عهد عبد الملك كانت رواتبه مستمدة من جمع الضرائب، في عام (693)، تم استبدال الذهب الصلب البيزنطي في سوريا ومصر بالدينار، في البداية  كانت العملة الجديدة تحتوي على صور الخليفة كزعيم روحي للمجتمع المسلم وقائده العسكري الأعلى.

المصدر: موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، ص9. دار سفير، سنة 1996. الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985، صفحة 121 الوجيز في الخلافة الراشدة 2006، صفحة 72-74 مقارنة بين الخلافة الأموية والخلافة العباسية. تاريخ الولوج: 07-04-2012. نسخة محفوظة 01 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.


شارك المقالة: