اقرأ في هذا المقال
تنطيم السلطان محمد الثالث أمور الجيش:
بدا واضحاً للسلطان أنّ عدم توليه قيادة الجيش وتحمل المسؤوليات الخاصة بالدولة وترك الحكم للوزراء كان سبب ما حلّ بالدولة العثمانية حيث انتشر الفساد في كل مكان.
ولهذا السبب قام العلماء الذين حول السلطان أمثال الشيخ سعد الدين أفندي بتشجيع السلطان من أجل قيادة الجيش ومقاليد الحكم بنفسه ومساعدته في أمور الدولة ومواجهة وتحدي الصعاب.
أعاد السلطان ترتيباته العسكريّة، وشحذ في جيوش الدولة الحميّة المفقودة لديهم منذ زمن سليمان القانوني والغيرة الكبيرة على دولتهم وعلى جميع الأراضي الإسلاميّة، وبهذا العمل قام السلطان والجيش العثماني بافتتاح قلعة أرلو الصعبة والتي لم ينجح السلطان سليمان القانوني في فتحها.
وفي عام (1005)هجري قام السلطان بمقابلة الجيوش النمساوية المجريّة المعاديّة للدولة العثمانيّة وكان هذا في المعركة الشهيرة معركة كرزت، فحطمها ودمرها وبهذا النصر قام الشعب والعلماء بتشبيه هذا النصر بالنصر في معركة موهاكس الفاصلة.
بعد هذا النصر للسلطان محمد الثالث استمرت المعارك بين الدولة العثمانيّة والجيوش النمساويّة المجرية دون حسم، ولم يحدث أنّ قام سلطان عثماني من قبل بقيادة الجيوش بنفسه منذ فترة حكم السلطان سليمان القانوني.
إيمان السلطان محمد الثالث بالله تعالى:
كان السلطان محمد صاحب إيمان ويقين كبير بالله تعالى، ودليل على ذلك ما حدث في المعركة التي تلت الفتح لحصن يسمّى حصن كراي، في هذه المعركة فرّ أغلب مساعدي وأعوان السلطان.
وكاد السلطان محمد أنّ يقع في الأسر فقام الشيخ سعد الدين أفندي بتثبيته وقال له: (“أثبت أيها السلطان فإنّك منصور بعون مولاك الذي أعطاك وبالنعم أولاك”).
بعد هذا قام السلطان وامتطى حصانه وظل يدعو الله أن ينصره على أعداءه وانطلق وهو يُحارب عدوه كالأسد، فما هي إلّا ساعة حتى كرّمه الله بسبب إيمانه الكبير به فتمّ النصر المبين في المعركة.
وذُكر عن السلطان محمد الثالث من كثرة حبه لرسول الله محمد واحترامه الكبير له أنّه عندما يسمع اسمه يقوم من مقامه وذلك إجلالاً له واحتراما لمقامه.
وفاة السلطان محمد الثالث:
توفي السلطان محمد في (22) ديسمبر (1603) عن عمر (37)عامًا، تعددت الروايات عن وفاة السلطان محمد، فالبعض ذكر أنّ سبب وفاته هو الحزن الشديد على وفاة ابنه شهزاد محمود، وبحسب مصدر آخر، ذُكر أنّه توفي إمّا بسبب الطاعون أو السكتة الدماغيّة.
ويُذكر أيضًا أنّه تسمّم حتى الموت على يد رئيس الحرس، درويش محمد باشا، وزوجته هاندان سلطان متورطة أيضاً في وفاة زوجها، دُفن السلطان في مسجد آيا صوفيا، وقد خلفه ابنه أحمد الأول كسلطان جديد.