الملك فيلهلم الأول وحكمه لألمانيا
يعتبر الملك فيلهلم الأول أحد الحكام الذين حكموا ألمانيا والذي تم ولادته ووفاته في مدينة برلين، وحكم بروسيا، وكان له دور كبير في ألمانيا، حيث تمكن من عملية توحيدها وخاض الكثير من الحروب والتي كانت منها حرب ألمانيا ضد فرنسا والتي تمكن فيها من تحقيق النصر، بالإضافة إلى الحرب البروسية النمساوية والحرب الألمانية الدنماركية، وعُرف عنه حنكته في الحروب والتمكن من تحقيق النصر.
ألمانيا في ظل حكم الملك فيلهلم الأول
ينتمي الملك فيلهلم الأول إلى أسرة حاكمة، حيث كان والده ملكاً على بروسيا ووالدته كانت ابنة ملك ألمانيا، ومنذ طفولته كان والده يخوض الكثير من الحروب ضد نابليون والذي كان يسعى في السيطرة على الحكم في ألمانيا، فقام والده بتدريبه منذ الصغر في القوات العسكرية الألمانية وعُرف عنه مدى تواضعه وحبه لخوض الصراعات، كما شارك مع والده في الحرب ضد فرنسا وقام بالذهاب معه في حملاته العسكرية إلى باريس ومن ثم تم التوجه إلى إنجلترا وتم منحه عدة أوسمة عسكرية.
في عام 1840 ميلادي تم تتويج الملك فيلهلم الأول ملكاً على بروسيا، وخلال بداية حكمه قامت الكثير من الثورات والتي كان أهمها في مدينة برلين وحاول في البداية قمع تلك الثورات بطريقة سلمية، لكنه لم يتمكن، ليقوم بإصدار أوامر بقمعها بطريقة عسكرية، وقام بإصدار الأوامر إلى جنوده الخروج من المدينة وقام بقصفها بشكل كامل بواسطة القذائف، ليطلق عليه بعد ذلك التصرف اسم أمير القذائف.
كان هدفه من ذلك التصرف القضاء على حرب العصابات التي كانت قائمة في المدينة، بالإضافة إلى خوفه خسارة جيشه في الصراعات الداخلية التي كانت قائمة في برلين، الأمر الذي أدى إلى غضب الشعب الألماني وازداد كرههم له وقاموا بإحراق قصره وطلبوا منه التنحي عن الحكم وقام بالفرار إلى لندن حتى تهدأ الثورة ضده، وأثناء إقامته في لندن كان يقوم بإجراء اجتماعات والحصول على تأييد، وشرح أهدافه وسعيه إلى عملية توحيد ألمانيا وبدأ في التفكير العودة إلى برلين رغم الثورات القائمة ضده.
قام الملك فيلهلم الأول بتجهيز قواته العسكرية وكان قد كسب تأييد مجموعة كبيرة لعملية توحيد ألمانيا وبدأ في عملية قمع الثورات في مدن ألمانيا والتي كان أهمها في برلين، وبالفعل تمكن من تحقيق النصر ووضع المدن تحت حكمه العسكري، وبعد تلك الفترة ظهر أخاه والذي أخذ ينتقده في طريقة حكمه وطريقة قمع الثورات الشعبية وطلب منه التغير من أسلوب الحكم، وبالفعل تغيرت أفكاره السياسية وبدأ الاهتمام في الشعب، الأمر الذي جعل الشعب وخاصة الطبقة المثقفة يتقربون منه ويؤدون حكمه.
تعرض الملك فيلهلم الأول بعد ذلك إلى محاولات كثيرة لقتله وكان في كل مرة ينفذ من القتل، وتوفى أخاه بعد ذلك ليتم توليه الحكم في بروسيا وألمانيا معاً وتمت عملية تتويجه على الحكم وتمت تلك العملية في الكنيسة وكان الأمر مزعج بالنسبة له، فقد كان يرى انّ الكنيسة تحاول السيطرة على الحكم ووضعه حاكماً شكلياً، في عام 1861 ميلادي تم إجراء الانتخابات البرلمانية وكانت الوزارة الجديدة تسعى في تنفيذ خططها التي وضعتها والتي شملت على تحسن وضع الجيش ودفع أموال كثيرة عليه.
لم تتمكن الوزارة من الحصول على موافقة البرلمان الجديد، الأمر الذي أفقد الملك شعبيته لدى الشعب الألماني، ولم يتمكن من تقوية جيشه والعمل على توحيد ألمانيا والتي كانت أهم أهدافه، وفي تلك الفترة بدأت الصراعات الداخلية في ألمانيا، فلم يكن الملك فيلهلم الأول قادراً على قيادة الدولة وكان في تلك الفترة يجهز لخوض حرب ضد الدنمارك والتي كانت متحالفة مع النمسا في ذلك الوقت ضد بروسيا، رغم الصراعات الداخلية التي كان يعاني منها فيلهلم الأول داخل أراضيه، إلا أنّ ذلك لم يمنعه من قيادة الحرب.
بالفعل بدأت حرب ألمانيا ضد النمسا وحققت ألمانيا انتصاراً كبيرا، لتصبح ألمانيا في ذلك الوقت من أقوى الدول عسكرياً، ومن ثم بدأت بعد ذلك حرب ألمانيا ضد فرنسا والتي انتصرت ألمانيا فيها، وتم الاقتراح بعد ذلك على الملك فيلهلم على دمج بروسيا مع ألمانيا وتم موافقته ليتم تتويجه ملكاً على بروسيا وألمانيا، وتم بعد ذلك العمل على تقوية علاقات ألمانيا الخارجية والحصول على السلام مع جميع الدول ما عدا فرنسا، كما تم عقد معاهدة سلام مع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.