أنواع الجماعات القرابية

اقرأ في هذا المقال


يوجد في جميع المجتمعات الإنسانية جماعات يرتبط أعضاؤها برابطة القرابة. وهناك عدة أنواع من هذه الجماعات القرابية، نورد أهمها في هذا المقال.

الأسرة النووية:

وهي عبارة عن أسرة تتكون من الزوجين وأبنائهم الغير المتزوجين. ويرجع أصل الفرد في العادة إلى أسرتين نوويتين، أي العائلة الأساسية التي عاش فيها أو أسرة التوجيه أو الأسرة النووية ، والثانية التى يقوم فيها بدور ربَ الأسرة وهي أسرة التكاثر.
ومن الصفات الأساسية للأسرة النووية أنَّها تُمثّل جماعة مؤقتة، حيث ينتهي وجودها بوفاة كلا الوالدين. وهو ما يُعرَف أيضاً على معظم الأشكال الممتدة والواسعة من الأسر النووية. أمَّا الجماعات القرابية الأخرى فتتميز بأنَّها اتحادية ومترابطة، بمعنى تتجاوز حياة أفرادها، ويمكن في كثير من الحالات أن تظل قائمة إلى ما لا نهاية.
ونرى أنَّ مفهوم الأسرة النواة المحددة هي أساس ورمز الاستقرار في المجتمع في العصر الحديث ونستطيع أنْ نرى ذلك بفضل المؤيدين والمشجعين لمبدأ المحافظة الاجتماعية الحديثة في الولايات المتحدة، ولكنَّها واجهت الكثير من التحديات كونها غير كافية على الصعيدين التاريخي والاجتماعي، لتفسير وتوضيح منظومة العلاقات المعقدة للغاية في هذه الأسرة.

الأسرة النووية الممتدة:

وهناك شكلان أساسيان للأسرة النووية الممتدة:
أول شكل من الأسرة النووية الممتدة التي يوجد فيها تعدد زوجات، وهي تتكون من ذكر بالغ وزوجتين أو أكثر، وأطفالهم.
ثمَّ الأسرة النووية التى يوجد فيها تعدد أزواج عند بعض الشعوب، وهي تتكون من أنثى بالغة وزوجين أو أكثر، وأطفالهم. وهناك أشكال نادرة من الأسرة النووية الممتدة عند بعض الشعوب، ويقوم هذا الشكل على رجل وضعه المادي جيد هو رأس الأسرة يتزوج من امرأة لها عشاق كثيرون، ويقبل أن ينضم إلى أسرته بعض أولئك العشاق كأزواج ثانويين، وبذلك تتكون أسرة نووية متعددة الأزواج. ومن الممكن في ما بعد أن يتزوج نساء أخريات، ويجلب معهن المعجبيـن بهن إلى المنزل إذا كان بوسعه ذلك.
وبعد ذلك من الممكن أن تتكون أسرة نووية قائمة على تعدد الزوجات وتعدد الأزواج فى نفس الوقت، يرأسها رب أسرة واحد وزوجاته والأزواج الثانويين. ويتمتع هؤلاء جميعاً نظرياً على الأقل بنفس الحقوق الزوجية.
وفي جميع تلك الحالات إنَّ امتداد الأسرة يتم من خلال علاقة الزوج والزوجة، ويظهر فيما بعد أنَّ الأسرة النووية البسيطة أو الممتدة تُمثّل ظاهرة عامة، وهي موجودة، بصرف النظر عن الإمدادات الأخرى للأسرة أو الجماعات
القرابية.

الأسرة المشتركة:

تتكون الأسرة المشتركة من أسرتين نوويتين أو أكثر ترتبط بعضها ببعض من خلال خطّ الأب أو خطّ الأم، أي من خلال علاقة الأب والابن أو الأخ وأخيه (وكذلك الأخ وأخته).

وتكون الإقامة المشتركة أو السكن المشترك هي القاعدة الأساسية دائماً، كما تكون مصاحبة عادة لبعض الالتزامات والواجبات الاقتصادية والاجتماعية المشتركة. ومن البديهي في الأسرة المشتركة التي تعيش فى بيت الأب أنَّ الأبناء الذكور يعيشون بعد الزواج في بيت الأسرة.
(أو إذا لم يعيشوا في بيت العائلة يعيشون فى بيت جديد قريب من بيت آبائهم) ويضمون زوجاتهم وأطفالهم إلى الجماعة القرابية القائمة. أمَّا بالنّسبة للبنات فعلى العكس من هذا فيتركن بيت الأب عند الزواج ويذهبن للمعيشة مع الأسرة المشتركة لأزواجهن.
أمّا الأسرة المشتركة التى تعيش فى بيت الأم فتكون الأمور فيها بشكل عكسي. فالبنات تبقى فى أسرة الأم بعد الزواج، فى حين يترك الذكور الأسرة ليعيشوا فى الأسرة المشتركة للزوجة. وهنا أيضاً نجد انتماءً عائلياً مزدوجاً.
أمّا الأسرة التي ترتبط من خلال سَلف أو جدّ مُشترك أبعد من الأب، فيمكن أنْ نطلق عليها اسم “البدنة”. وليست الإقامة المشتركة أيّ مع العائلة شرطاً أساسي أو ضروري بالنّسبة للبدنة. ولا يزيد الشرط فى بعض الأحيان على مجرد اعتراف بوجود سلف أو جد مشترك، إلا أنَّ البدنات تنتظم في الغالب إمّا على أساس الانتماء والرجوع إلى الأب أو الانتماء إلى الأم.

العشيرة:

تتعدى العشيرة حدود عضوية الأسرة، على الرغم من أنَّ العامل المشترك فى الانتماء العائلي هو القرابة وحدها، وليس القرابة بالإضافة إلى السكن المشترك كما هو الحال فى الأسر المشتركة.
وتنقسم العشائر إلى نوعين: العشيرة الأبوية: وفيها ينتمي الفرد إلى عشيرة الأب، العشيرة الأمومية، وفيها تكون قرابة الفرد للعشيرة هي نفس قرابة أمه للعشيرة.
ولا تتأثر الروابط العشائرية بالزواج ولا بالسكن كما لا يوجد أي نوع من الازدواجية في عضوية العشيرة، فالفرد يكتسب انتمائه إلى العشيرة عن طريق الميلاد أو التبني، ويظل مرتبط بذلك الانتماء لا يتغير ولا يتبدل طوال حياته.
وتختلف العشائر اختلاف كُلّي عن الأسرة النووية وعن الأسرة المشتركة من حيث أنَّ أعضاءها ليسوا مضطرين إلى الحياة داخل نفس الوحدة السكنية، ولا حتى في وحدات سكنية متجاورة. ولمَّا كانت العشائر تتميز بنظام الزواج الاغترابي أي أنَّه يجب على أبناء العشيرة أن يتزوجوا من خارج العشيرة سواء كانوا ذكوراً أو إناث، فإنَّه يترتب على ذلك أنَّ الأسرة النووية أو الأسرة المشتركة في المجتمع الذي يقوم على العشائرية يتكون من أفراد ينتمون إلى عشائر متباينة.


شارك المقالة: