أهمية إدارة المؤسسات في الخدمة الاجتماعية:
في نطاق الخدمة الاجتماعية نجد أن الإدارة تستمد أهميتها من تحديها للمشكلات التي تواجه المجتمع، والتي تنجم من جراء التطور التكنولوجي السريع والمستمر والتغير الاجتماعي وما يصاحبه من تغييرات اقتصادية واجتماعية، تطرأ على حياته وتأثره بالتيارات الفكرية والثقافية والعالمية منها والتي زاد من تأثيرها وآثارها تقدم وسائل تكنولوجيا الاتصالات فيظهر في المجتمع ظواهر أو مشكلات جديدة لا عهد له بها.
ومن هنا تزداد أهمية الإدارة الاجتماعية التي عليها أن تكون الوسيلة الأساسية لمراقبة مثل هذه الظواهر والمشكلات أو تتنبأ بها لوضع الخطط والبرامج للوقاية منها أو البرامج العلاجية لمن تأثر بها.
أهداف الإدارة في المؤسسات الاجتماعية:
- الهدف الأول: تساهم الإدارة في الخدمة الاجتماعية في مواجهة المشكلات الاجتماعية القائمة والمتوقعة، وذلك في إطار السياسة الاجتماعية الواضحة والمحددة المعالم، وكذلك في إطار أيدولوجية المجتمع.
إن الإدارة الاجتماعية تساهم في وضع البرامج الملائمة والخدمات المناسبة سواء الوقائية أو العلاجية أو الإنمائية لمواجهة التغيير الاجتماعي السريع الذي يحدث في المجتمع وينشأ عنه الكثير من الظواهر أو المشكلات التي تتطلب المواجهة والعلاج الفعال. - الهدف الثاني: تعمل الإدارة في الخدمة الاجتماعية على تحديث مناهجها فمثلاً أخذت بمنهج الإدارة بالأهداف بجانب المناهج التقليدية الإجرائية بوضع أهداف واضحة للمؤسسة أو لقطاع منها ويتم الاتفاق على تحقيق كفاءة أكبر في التنفيذ وفي نفس الوقت تعمل على ترشيد الإنفاق وعلى تهيئة الحوافز والبواعث على الرقابة الذاتية الداخلية، وتزكي روح الابتكار وتعمل على معرفة العوامل التي تعوق تحقيق الأهداف وأخيراً يتم التقويم لتلك النتائج المستهدفة، ويتم مكافأة المجتهدين ومحاسبة المقصرين والاستفادة من ذلك التقويم في إضافة أهداف جديدة أو إدخال تعديلات على الأهداف القائئمة، وهكذا تعمل الإدارة الاجتماعية على بث الحياة والفاعلية في المؤسسة الاجتماعية.
- الهدف الثالث: إن الإدارة الاجتماعية تركز على السلوك الإداري الملتزم سواء للمؤسسة أو القائمين على تنفيذ برامجها أو على السلوك الإداري السائد في بيئة مجتمع المؤسسة على أساس علاقات تبادل بين الإدارة والبيئة المحيطة، ويعكس السلوك الإداري القدرة على الأداء وتحرير عوامل وبواعث العمل والإنتاج والاستفادة من الإمكانيات والطاقات المتاحة، ومعرفة الحاجات مما يساهم في تحقيق الأهداف بطريقة أفضل.
- الهدف الرابع: القيام يتقويم مستمر للبرامج الاجتماعية، ويعتبر التقويم أحد وظائف الإدارة حيث ينظر إلى التقويم بوصفه بحثاً يجري يتم بالمؤسسة، بعد أن يكون قد مضت مدة معقولة على تنفيذ البرامج بغرض التعرف على مدى تحقيق الأهداف كما وضعت أصلاً وهو بذلك يوفر المؤشرات الصحيحة التي يمكن على أساسها إدخال التعديلات اللازمة لتصحيح المسار بما يحقق الأهداف المرغوبة.
وتهتم الإدارة الاجتماعية بأسلوب تحليل التكلفة والعائد، وذلك بمقارنة تكاليف تقديم الخدمة بالعائد أو النتائج الناجمة عنها من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. - الهدف الخامس: تساهم الإدارة في إعداد قيادات إدارية ذات كفاءة لقيادة العمل الاجتماعي من خلال تأديتها لوظائفها في تنمية القوى البشرية خاصة وأن النشاط الإداري يختلف عن النشاطات المتخصصة الأخرى بالمؤسسة الاجتماعية، ﻷنه يتعلق بإتمام العمل بواسطة الآخرين طبقاً للخطة الموضوعة وفي التوقيت المحدد لها.