أهمية الثقافة ومدى انعكاسها على الشخصية

اقرأ في هذا المقال


أهمية الثقافة وانعكاسها على الشخصية:

إن الفرد وحده هو الذي يملك الثقافة الخاصة به، التي يستقل بها عن غيره، فله تاريخ ثقافي مميز عن الماضي، وله قيم مميزة عن الحاجات، وله شعور مميز عن العقل. والإنسان وحده هو القادر علي أن يقيم عالماً مختلفاً نوعاً عن عالم أجداده. فالثقافة إذن تقدم مفتاح الفهم والإداراك لحق الإنسان الشرعي في سيادة الكون كما تساعد في بناء شخصية الإنسان وتؤثر فيه.

ويعتبر المدى الثقافي في دراسة الشخصية من أهم المجالات الثقافية التي اهتم بها بعض خبراء علم الأنثروبولوجيا الثقافية، وقد نتج عن اهتمام علماء الأنثروبولوجيا في مدى التناسق بين الشخصيات الثقافية المتعددة إلى ظهور قسم ثقافي متخصص يعرف بالأنثروبولوجيا السيكولوجية أو الثقافة والشخصية، الذي يعتبر نقطة لقاء بين الأنثروبولوجيا وعلم النفس.
إذا تواجدت روابط لعلاقة القوية بين الشخصية والثقافة، في هذه الحالة فأي مفهوم أهم من الأخر دلالة على هذا العلم مفهوم “الثقافة والشخصية” أم مفهوم الشخصية والثقافة؟ وما علاقة هذا العلم بعلوم الأنثروبولوجيا و الأجتماع و النفس؟ والأهم ما هو علاقة هذا العلم بعلم الأنثروبولوجيا الثقافية؟ وأخيراً أيهما يؤثر في الآخر الثقافة أم الشخصية؟
كذلك إن أي دراسه ثقافية يكون هدفها الأساسي إحداث مجموعة من التغييرات في شخصية الفرد، مثل مسألة التربية العبقرية وأبحاث الهندسة الوراثية والاستنساخ والجراحة الدماغية وغيرها من الأمور التي تعكس على شخصيته الثقافية، ويجب أن تكون خاضعة لسياسة اجتماعية صارمة تهتم بتوجيه هذه الأبحاث لتحسين شروط معيشة وسعادة الإنسان.
لا بد من معرفة أن مثل هذه الأبحاث ينبغي أن يتم منع إدارتها باتجاه تحقيق مجموعة من ثقافات تفوق أفراد أو جماعات أو شعوب على حساب غيرها من البشر.
كذلك في مثل هذه الحالة من الواجب اللجوء إلى جميع محاولات تطوير السلوك الإنساني على أنها اعتداء على حرية الشخص، باستثناء الحالات التي تتم فيها هذه المحاولات بطلب من الشخص نفسه لاستشعاره الحاجة إليها. على أن تدعم الآراء العلمية الموضوعية لهذا الاستشعار.
كذلك إن رغبة كل شخص بأن يستفيد من مجالات ثقافية معينة للعمل على استغلالها لتحقيق أهداف شخصية معينة، كان من شأنها أن تنسف قواعد السياسة الاجتماعية وأخلاقياتها. الأمر الذي يقتضي التريث في تشريعها لقياس مدى قدرة هذه السياسة على استيعاب التعديلات.
ومن الأمثلة على ذلك أن الدعوة العالمية للمنع من زيادة الثقافات وتصاحبها دعوة الشعوب لا يتجاوز متوسط أعمارها الأربعين عاماً للحد من التكاثر، تصطدم بالرغبات الشخصية في الإنجاب باستخدام تقنيات طفل الأنبوب أو الاستنساخ أو غيرها.
كذلك إن أي عملية تطوير من الشخصية الثقافية يجب أن تستلقي تحت أمر التحري لدوافع هذه المحاولة، سواء كان هذا التطوير من قبل شخص أو من قبل الجهة المسؤولة التي تتولى عملية التعديل ضمن حدود الثقافات.

شارك المقالة: