ما هي أهمية السيميولوجيا

اقرأ في هذا المقال


يناقش علماء الاجتماع مواضيع هامة حول أهمية السيميولوجيا وكذلك مناقشة المنهج السيميائي للتفاعل البشري في الدراسات اللغوية النظرية.

أهمية السيميولوجيا

الدراسات في النظرية اللغوية الحديثة لتحديد نطاق ورؤية الإنسان حول التواصل زاد انتباههم إلى أهمية السيميولوجيا، حيث تتحدث الأفعال بصوت أعلى من كلمات كما يقول البعض، والقدرة السيميولوجية للفرد تعكس الفعالية والكفاءة واستخدام الكفاءة البراغماتية حيث يكون لدى مستخدم اللغة وعي اجتماعي ثقافي والاتفاقيات الأنثروبولوجية التي تمت معالجتها وإنتاجها في سياق الاتصال، وتتيح هذه القدرة أيضًا الاستخدام المنهجي للمهارات المعرفية وبالتالي تطوير قيمة السياق التواصلي وتصور الأفراد في مختلف الخطابات.

وتحاول هذه الدراسة تحديد وفك تشفير والمضي قدماً في الكلام بطريقة منهجية، ومزيج من الإجراءات النفسية والفسيولوجية والاجتماعية والأنثروبولوجية، وفي التعبيرات غير اللفظية التي تظهر كعلامات ورموز لتوصيل المعلومات، وإنه جادل أيضًا بأن الأفراد لا يحصلون على المعلومات السيميولوجية بشكل طبيعي فحسب، بل يفعلون ذلك أيضًا مع التعليم السيميولوجيا المناهج الدراسية المناسبة خاصة في تعلم اللغة وتدريسها البيئة والبحث.

وفي هذا الصدد تستكشف الدراسات في علم السيميولوجيا الدقيقة الميكرو والكون الكلي للطبيعة البشرية التي هي في دورة مستمرة من التفاعل مع العملية اللغوية، وثبت كذلك أن الفضول لاكتشاف أنظمة القيم في الإنسان التواصل من خلال فك الشفرة السيميائية يعني أكثر من مجرد دراسة اللغة وخصائصه اللغوية، وكانت البحوث والدراسات العلمية لتحديد حدود الكفاءة من بين المجالات الأساسية في اللسانيات ودراسات الاتصال منذ الستينيات.

وبعد السير تشومسكي نشر جوانب من نظرية النحو في عام 1965، والرؤية اللغوية تحولت الدراسات من نهج هيكلي إلى إطار تواصلي، وفي دراسته للفكرة تم طرح الكفاءة اللغوية على أنها المعرفة الكاملة للمتحدث المثالي في مجتمع الكلام المتجانس، وعلى الرغم من أن هذا النهج كان موضع تقدير في البداية من قبل العديد من العلماء، تم انتقاد فكرة الكفاءة اللغوية للحفاظ على معرفة اللغة في عزلة، وادعى ويلز مارشال عام 1966 أن نظرية الكفاءة اللغوية تحد من الآخرين والآليات اللفظية التي تمهد الطريق لمزيد من التواصل البشري الفعال.

وأكد فودور ميريل على سهولة وضرورة الآليات النفسية التي تساعد مستخدم اللغة بصياغة وإنتاج سلاسل لغوية دقيقة عند الإدراك مرحلة الإنتاج، وأضاف أن تكامل العوامل اللغوية الاجتماعية إلى الأفضل يكمن في فهم فكرة الكفاءة أهم بكثير من تأطير المعرفة اللغوية في مجموعة القواعد الخاصة بها، وفي هذا الصدد يمكن القول أن عقد الستينيات انتهى عند مناقشة لتحديد حدود الكفاءة.

ومع ذلك يبدو أن كل النقاش الذي جرى طوال تلك الحقبة لم يكن كافياً، حيث ركز فودور ميريل بشكل أكبر على أهمية علم السيميولوجيا في الجوانب التواصلية للغة حيث تتنوع السياقات الاجتماعية والثقافية التي قدمت خطابات فيها لفظية وغير لفظية، وسوف تمارس اللغة بشكل نقدي وإبداعي، ولفت السير كانال عام 1983 انتباه دراسات السيميولوجيا للغة لتنمية المهارات والقدرات الشخصية، وبالنسبة للسير كانال فإن تطوير مثل هذه المهارات من شأنه أن يساعد مستخدم اللغة على إنشاء أفضل وأكثر فعالية في التواصل مع المرسل إليه.

ودرس أمبرتو إيكو مصطلح مخططات التي يتضمن عمليات معرفية مختلفة تعمل بطريقة منهجية بدور السيميولوجيا، ومحاولات رولان بارت لتأطير الكفاءة السيميولوجية التي قدمت بعدًا جديدًا في دراسة اللغويات، ثم مصطلح البراغماتية ووظائفها في التفاعل اللغوي، وخضع إطاره واستخدامه للفحص الدقيق، حيث عرّفه على النحو التالي: دراسة اللغة من وجهة نظر المستخدمين وخاصة من الخيارات التي يقومون بها جعل القيود التي يواجهونها في استخدام اللغة في التفاعل السيميولوجي والاجتماعي وآثار استخدامهم للغة على المشاركين الآخرين في عملية الاتصال.

واقترب من البراغماتية كأداة تعمل وظيفيًا في مختلف الخطابات الاجتماعية وكذلك الاتصالات بين الثقافات، ودرس كيف كانت الاتفاقيات اجتماعيًا  تؤثر على العمليات السيميولوجية، وساعدت الدراسات اللغوية في السبعينيات والثمانينيات علماء اللغة لبناء أساس أساسي للتواصل البشري، مما يؤدي إلى أفضل فهم للإدراك والعمل، وخصوصاً الدراسات لتحديد نطاق الكفاءة، والعمليات المعرفية وما وراء المعرفية التي تستوعبها، وسهولة تطوير المهارات والقدرات البشرية من أجل تفاعل اجتماعي أكثر نجاحًا كأسس الدراسات السيميائية.

ومن خلال التركيز على مبادئ التفاعل غير اللفظي، وتكمل السيميولوجيا أخيرًا اللغز اللغوي وتعطي المزيد من القرائن حول الطبيعة البشرية، كما يقول كاتسوف وتيبوت منذ اكتساب المعرفة العلمية إلى درجة كبيرة من خلال عملية الترميز ودور وخصائص العلامات في غاية الأهمية، إذا كان كذلك يدرك أن العلامة هي أي شيء يشير أو يعني شيئًا لشخص ما، ثم تمتد أهمية السيميولوجيا إلى جميع مجالات النشاط البشري، ويبدو أن هذا التعريف يحل اللغز عند الدراسات العلمية المستقبلية.

واليوم السيميولوجيا كما سيتم التحقيق في أقسام أخرى في هذه الدراسة هو مجال لغوي متعدد التخصصات لمساعدة العلماء على فهم أفضل لطبيعة الاتصال البشري وأنظمة قيمه والخصائص المعرفية.

المنهج السيميائي للتفاعل البشري

تعد آليات تحديد الكلام وفك تشفيره والمتابعة مزيجًا منهجيًا من الإجراءات النفسية والفسيولوجية والاجتماعية والأنثروبولوجية التي تظهر فيها التعبيرات غير اللفظية كعلامات أو رموز لتوصيل المعلومات، والمعرفة من العلامات والرموز موجودة في جميع أنواع الكفاءة وتعمل وظيفيا في الإنسان والتفاعل لضمان التفاعل الثري.

وتمت دراسة الكفاءة في السيميائية لأول مرة بواسطة جي غريماس، وفقًا له فأنه يحاول استبدال وتعميم المفاهيم السوسورية للغة والإفراج المشروط والكفاءة والأداء على التوالي، حيث أن الكفاءة هي شيء افتراضي تحقق وأدركَ في الأداء، كما إنه يطبق هذه المفاهيم في كل عمل بدلاً من مجرد عمل لغوي أو تواصلي.

ولفهم فكرة العمل في عملية السير جيرمان والتي تعد الأساس يجب أن يؤخذ القانون النهائي في الاعتبار جنبًا إلى جنب مع مفهوم الكفاءة، وفي هذا الاحترام الكفاءة هي عملية محايدة تعمل بشكل منهجي ونقدي في مسار أداء فعل ما بالإشارة إلى أي شيء يتم تخزينه في الملف اللفظي والمرئي بطريقة متزامنة، وهنا يتم فهم أن أداء الإنسان في سياق العمل يجب اعتبارها عملية يتم إجراؤها في فترة زمنية معينة يكون فيها الإدراك اللفظي والسمعي والبصري يعمل معًا للاستجابة بالمثل.

وفي فهم ما يقال وما تم فعله، ولا تلعب الأوتار اللفظية دورًا مهمًا فحسب بل تلعب أيضًا الإدراك البشري فهم الإشارات والإشارات من حوله كلغة الجسد فهي عامل رئيسي يساعد الفرد للتواصل بشكل هادف، ,يقول أن السيميولوجيا تتعلق بالمبادئ التي تحدث الدلالة من خلالها.

ويشير المغزى لكل من العمليات التي تحمل الأحداث والكلمات والسلوكيات والأشياء معنى لها كأعضاء مجتمع معين والمحتوى الذي ينقلونه، لذلك السيميولوجيا في النهاية دراسة كيف يكون الاتصال ممكنًا، لأن كل الاتصالات تفترض الرموز المشتركة.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: