أهمية حرية التعبير في عهد معاوية بن أبي سفيان

اقرأ في هذا المقال


كان الخليفة معاوية بن أبي سفيان يفرق بين أي معارضة سلمية كانت أو مسلحة، فهو كان يسمح في حرية التعبير ما دامت ضمن حدود التعبير عن الرأي فقط، أما إذا وصلت الأمور للسلاح فإنه لا يجد أي مفر ليواجه هذه الثورات كما فعل مع ثورات الخوارج، فقال معاوية: إني لا أحول بين الناس ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين مُلكنا.

حرية التعبير في عهد معاوية بن أبي سفيان:

قال زياد بن أبيه عامل معاوية في العراق مخاطباً أهل البصرة: إني لو علمت أن أحدهم قد قتله السل من بغضي لم أكشف له قناعاً، ولم أهتك له ستراً، حتى يُبدي لي صفحته، فإذا فعل لم أُناظره، وقال أحد الذين عارضوه: لو علمت أن مخ ساقه قد سال من بغضي ما هجته حتى يخرج علي.

مواقف تدل على حرية التعبير في عهد معاوية بن أبي سفيان:

موقف أبو مسلم الخولاني:

كان أبو مسلم الخولاني من العلماء الربانيين، وكان من الأشخاص الذين لا يجاملون أو يداهنون، فقام أمام معاوية بن أبي سفيان ليعظه، وقال له: إياك أن تميل على قبيلة من العرب فيذهب حيفك بعدلك، وكان يقوم بتذكير الخليفة بمسؤولياته اتجاه رعاياه، وكان يحثه على أداء حقوقه كاملة، ودخل ذات يوم على معاوية فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقال الناس: الأمير.
فقال معاوية بن أبي سفيان: دعوا أبا مسلم فهو أعلم بما يقول، فقال أبو مسلم: إنما مثلك مثل رجل استأجر أجيراً فولَّاه ماشيته، وجعل له الأجر على أن يحسن الرعية، ويوفر جزازها وألبانها، فإن أحسن رعيتها ووفر جزازها حتى تلحق الصغيرة، وتسمن العجفاء، أعطه أجره وزاده من قبله زيادة، وإن لم يُحسِن رعيتها وأضاعها حتى تهلك العجفاء وتعجف السمينة، ولم يوفر جزازها وألبانها غضب عليه صاحب الأجر.

فقال له معاوية بن أبي سفيان: ما شاء الله، وهكذا يكون أبو مسلم الخولاني قد علَّم الخليفة وحثَّه على الاهتمام برعيته، وأمره بالإنتباه ما أن يتهاون أو يفرط في إصلاح شؤونهم.

موقف الفرزدق وهو يهجو معاوية بن أبي سفيان:

هجا الفرزدق معاوية بن أبي سفيان وافتخر عليه في نسبه وأولاده، وكان ذلك لغرض شخصي له، حيث قام معاوية بإعطاء عم الفرزدق الحتات بن يزيد المجاشعي جائزة أقل من الآخرين، وعندما مات الحتات بن يزيد في الطريق أخذ معاوية الجائزة وردها إلى بيت المال، وقد حصل معاوية على تقدير زعماء المسلمين من صحابة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، رغم أن البعض منهم نقده نقداً مريراً.


شارك المقالة: