أهمية دراسة علم نفس الشيخوخة من الناحية العلمية

اقرأ في هذا المقال


لا يوجد هناك وقت محدد بتاريخ الاهتمام بموضوع الشيخوخة من جانب ولا تعين تصور مفهوم لوضع المسنين ومكانتهم الاجتماعية، ونظرة لكبار السن ونظرتهم لذاتهم من جانب ثاني، ولكن يمكن التأكيد أن هذه القضية كانت ملائمة للإنسان في أقدم العصور، يؤكد ذلك في ما نجده في أقدم الحضارات الإنسانية العتي خلفت أثراً مكتوباً كالحضارة الإغريقية والفرعونية والرومانية، أما المجتمعات ما قبل التاريخ والمجتمعات البدائية التي عاشت قبل الاهتمام بدراسة المجتمعات البدائية بواسطة الرحالة أولاً، والأنثربولوجيين الغربيين لاحقاً، فالمعرفة بأحوال المسنين وقضية الشيخوخة محدودة جداً.

أهمية دراسة علم نفس الشيخوخة من الناحية العلمية

نرى أن المسنين في تلك المجتمعات لا يمثلون إلا نسبة ضئيلة جداً من السكان حيث تطوي المنية معظم الناس قبل أن تتجاوز أعمارهم الخامسة والثلاثين، وهناك عدد قليل جداً ممن يصلون إلى مرحلة عمرية متقدمة نسبياً، هؤلاء عادةً ﻻ يحظون بمكانة اجتماعية مرموقة لما يملكون من خبرة وما يحتفظون به من تجارب تمثل ذاكرة العشيرة ومخزونها الفكري وروحي والمادي، وبذلك تقلدوا أهم المناصب كالكهنة والشعوذة.

أما دراسة لوند وآخرون والتي أجريت على ثلاثة عشر شخصاً مرضين جداً بمرض مزمن تتراوح أعمارهم بين 54 إلى 66 سنة، وإحدى عشر حفيداً فوق 12 سنة، ولقد طلب من كل واحد من أفراد العينة أن يجيب عن استبيان لتقدير المشكلات العائلية النوعية للمسنين، وأوضحت النتائج أن مشكلة النقص في الاتصالات المفتوحة بين أفراد الأسرة والحاجة للإرشاد النفسي، والمشاركة في عمليات التفاهم والتعاطف من أهم المشكلات الأسرية التي يواجهها المسنون، وأن الأسر التي تضم أفراداً ذوي مشكلات قليلة كانوا على الأرجح يستفيدون عادة من مساعدة جلسات الإرشاد الأسري الماهرة.

وفي دراسة محمد عودة 1986 التي استهدفت التعاريف على مشكلات مرحلة الشيخوخة في بعض المجتمعات، حيث تكونت العينة من 52 فرداً من المسنين، وباستخدام استمارة من 96 عبارة تغطي جوانب النمائية للشيخوخة، حيث بيّنت النتائج عن أن معيقات المسنين تشمل، المرض والأرق وضعف السمع والبصر، والحساسية نحو الأطعمة والتعب وقلة الإدراك العقلي العام، والاضطراب الانفعالي وقلق والشعور بالوحدة والتعصب للرأي، وصراع الأجيال، وانقطاع الصلة بالأقارب، ومشكلة أوقات الفراغ، كما بين الدراسة أن لكل من الذكور والإناث بعض المشكلات الخاصة، أما مسنون دور الرعاية الاجتماعية فهم أكثر معاناة من الأمراض البدنية والنفسية من غيرهم.


شارك المقالة: