قام سعيد بن عثمان بن عفان باصطحاب أربعة آلاف جندي معه إلى خراسان، كان فيهم العديد من الرجال المشهورين من القبائل العربية في البصرة والكوفة، كما أنه يوجد بينهم حوالي خمسين قاطعاً للطريق من الذين تابوا وعادوا إلى طريق الصواب وفضَّلوا الجهاد في سبيل الله مثل مالك بن الريِّب المازني التميمي، وقدم سعيد وقطع النهرإلى سمرقند.
فتوحات سعيد بن عثمان بن عفان في الجناح الشرقي للدولة الأموية:
وصل إلى خاتون ملكة بُخاري خبر عبور سعيد بن عثمان للنهر فقامت بعرض الصلح كالصلح الذي عرضته على عبيد الله بن زياد، فقام كل من أهل نسف وكش والصغد بإعطاء سعيد مائة ألف وعشرين ألفاً فالتقوا ببخاري، وندمت خاتون أنها قامت بدفع الجزية فنكثت العهد، ولكن قسماً من الذين كانوا يريدون قتال سعيد ذهبوا من دون قتال، فأثر ذهاب على معنويات الجنود الآخرين.
عندما رأت خاتون الذي حصل للجنود وخوفهم قامت بإعادة عرض الصلح على سعيد، فدخل إلى مدينة بُخاري ليفتحها، وطلب من خاتون أن تُرسل له ثمانين من أعيان بلادها من الذين كانوا على رأس الخارجين عليها ومن الذين تخشى غدرهم، وبذلك تخلَّصت من أخطر أعدائها على عرشها، وعندما تمَّ الصُلح بين سعيد وخاتون قامت بزيارته في مقره وطلعت عليه في زينتها الملكية.
عَزِم سعيد بن عثمان على فتح سمرقند وخرج إليها فاتحاً وقد كانت خاتون حليفة له حينها، ونزل على باب سمرقند وبقي حالفاً أنه لن يترك مكانه إلا بفتحها، واستمر القتال بين المسلمين وأهل سمرقند لمدة ثلاثة أيام واشتدَّ القتال في اليوم الثالث، وفقئت عين سعيد فيه ولزم أهل سمرقند أن يفتح سعيد القصر غصباً ويقتل من فيه، فقاموا بطلب الصلح فقبل.
شروط الصلح التي وضعها سعيد بن عثمان بن عفان لأهل سمرقند:
- أن يقوموا بدفع سبعمائة ألف درهم.
- أن يعطوا سعيد بن عفان رهناً من أبناء عظمائهم.
- أن يدخل المدينة ويخرج منها من شاء.
قام أهل سمرقند بإعطاء سعيد بن عثمان بن عفان خمسة وعشرين من أبناء عظمائهم، وكان معه من الأمراء المهلب بن أبي صفرة الأزدي، واستشهد في تلك الحرب قثم بن العباس بن عبد المطلب وكان يُشبَّه بالنبي صلَّ الله عليه وسلم، كما استشهد أخوه عبد الله بن العباس ودفن في الطائف، كما أن أخيه معبد بن العباس قد استشهد في أفريقيا وأخيه عبيد الله بن العباس استشهد في المدينة، وانصرف سعيد إلى ترمذ وفتحها صُلحاً.
وقام معاوية بن أبي سفيان بعزل سعيد بن عثمان بن عفان في عام 57هـ، فقام سعيد بأخذ المال من خراج خراسان فوجه معاوية وأخذ من المال، فأخذ أبناء الُظماء وألبسهم جباب الصور وجعلهم يعملون في السقي والمساحة، وعندما لم يتحملوا ذلك أغلقوا عليه باب الحائط وهجموا عليه وقتلوه ثم قتلوا أنفسهم.