نشأة آلان توران في علم الاجتماع:
ولد آلان توران في هارمنفيل كالفادوز بفرنسا عام 1925، ودرس في المدرسة العليا العادية ENS، وحصل على شهادة إجازة في التاريخ، ودرس في الولايات المتحدة الأمريكية، بجامعات هارفرد وكولومبيا وشيكاغو، وأنشأ كتاب عن تطور العمل في مصانع، وأسس مخبر علم اجتماعي الصناعي.
وعرف في بداية مساره العلمي بأبحاثه عن علم اجتماع العمل، وعين مدير الدراسات في المدرسة السياسية للدراسات العليا، ودرس في كلية الآداب في نونتار، وأسس مركز الدراسات في الحركات الاجتماعية عام 1970، وألف كتاب من أجل علم الاجتماع، وأسس مركز التحليل والتدخل السوسيولوجي.
أهم إسهامات آلان توران في علم الاجتماع:
1- الحركة العمالية:
من خلال المراحل حسب توران مرت الحركة العمالية بمجموعة من المراحل على شكل أنساق، هي النسق الاحترافي، وتتميز بالفرق بين المسير والعامل، واستقلالية العامل المحترف، وتأهيل عالي للعامل يؤهله لممارسة سلطته في اتخاذ القرارات، والنسق التقني التايلورية والفوردية، وتتميز بأنها كانت نهاية القرن التاسع عشر، وتجزئة المهام من تصميم وإنتاج وتسيير وتنفيذ، ونزع سلطة القرار من العامل واعطائها للمهندس، والنسق الأتوماتيكي، وخصائصها هي تسيير العمال ﻷنساق تقنية، وربط بخصائص المراقبة، الاتصال والتي هي خصائص شخصية أكثر منها مهنية التركيز والمسؤولية.
والموقف العمالي يتكون من العناصر التالية وهي مكننة العمل، ومستوى ونوع الأجرة وطرق التنظيم وتسيير المؤسسة، والنتيجة الحركة العمالية لا تتحدد من خلال ذاتها، إنما من خلال مكانتها في المجتمع ووفقاً للتغير الاجتماعي العام الذي تحدثه، ما دفع بالآن توران بالتالي للاهتمام بالتغير الاجتماعي.
2- علم اجتماع التغير الاجتماعي:
من المجتمعات الصناعية إلى المجتمعات المبرمجة، من خلال دراسته لواقع الحركة العمالية والحركات الاجتماعية عامة خلال الستينيات لاحظ أن المجتمع ينتقل من مرحلة المجتمعات الصناعية إلى مجتمعات جديدة سماها المبرمجة، ويفترض من دنبال بيل أن المجتمع الذي نشأ مع الثورة الصناعية الأولى أعطى مكانة لظهور نمط آخر جديد من المجتمع، وتعود مرة أخرى إشكالية البرجوازية والرأسمالية من ورائها في تحويل المجتمع من حالة إلى حالة.
3- تحليل الحركات الاجتماعية:
تتحدد الحركات الاجتماعية عند توران بالخصائص التالية، وهي مبدأ الهوية فاعلوا الصراع يعملون أو يجمعون على قيم ومواقف مشتركة، والمنتجة من قبل الفاعل للتعريف بذاته، ومبدأ المعارضة وهي تحديد الخصم الذي من أجله يصارع الفاعل فردي أو جماعي، ومبدأ الشمولية وهي الهدف من المطالب تكون شاملة وليست جزئية، مع اجتماع الكل في جدلية الصراع.
ويوسع توران من مفهومه للحركة الاجتماعية خارج المؤسسات العمالية والإدارية والطبقات ويطبقه في كل المجتمعات خاصة خلال الستينيات والسبعينيات.