أهم إسهامات ميشال كروزي في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


نشأة ميشال كروزي في علم الاجتماع:

ولد ميشال كروزي في سان منهولد عام 1922، وتخرج من (HEC) بدرجة دكتوراة في الحقوق، وحصل على دكتوراة في الأدب، وأغلب تكوينه كان في الولايات المتحدة الأمريكية، وأغلب مساره المهني كان في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، حيث أسس ضمن وحدة أطلق عليها علم اجتماع التنظيمات، وأجرى عدة أبحاث ميدانية، في المؤسسات العمومية أولاً ثم المؤسسات الكبرى، ثم المؤسسات المختلفة.

وألف كتاب الموظفون الصغار، حيث خصص الجزء الأول منه لدراسات التنظيمات، والجزء الثاني للنقد الليبرالي للبيروقراطية، وتم صدور كتاب الظاهرة اليروقراطية عام 1963، وبدأ مساره أستاذاً جامعياً في جامعة نونتار ثم في جامعة هارفرد.

ويعتبر ميشال كروزي أول من دعا إلى فكرة التدخل السوسيولوجي في فرنسا، ويرى أن وظيفة السوسيولوجي هي البحث عن علاقات السلطة داخل أي تنظيم اجتماعي مهما كان، ودراساته وإن كانت عن المنظمات إلا أنه كان يطمح لتوسيعها على جميع قطاعات المجتمع.

أهم إسهامات ميشال كروزي في علم الاجتماع:

1- التحليل الاستراتيجي:

من خلال دراسة علاقات التأثير والتفاوضات بين الفاعلين الاجتماعين، والمنظمة ليست نسقاً مغلقاً، بحيث تكون علاقات السلطة بداخلها محددة مسبقاً بشكل نهائي، فالمنظمة نسق يكيف بداخلها الفاعلون استراتيجيات معينة، لا يتصرف الفاعل ضد النسق إنما باللعب به أو بداخله، ولا يتم التلاعب بالفاعل من قبل قوى خارجية.

ولكن عن طريق فاعلين آخرين من داخل المنظمة ذاتها، ويحاول الفاعل أن يكون سيداً على منطقة اللايقين لزيادة سلطته داخل المنظمة، ويقوم التحليل الاستراتيجي بالبحث عن علاقات السلطة في سياق اللايقين وفي ظل ما يريد فعله المتعاقدون وما ينوون التصرف به، ويفترض كروزي أن سلوكيات الفاعلين مقصودة وموجهة تبعاً لحوافز محددة.

2- منطقة اللايقين:

منطقة يدور فيها كل فاعل لضمان هامش من الحرية، وتسمح منطقة اللايقين لكل فاعل ببناء فاعل ببناء معبر للسلطة يجبر الفاعلين الآخرين في المنظمة بفتح مجال للتفاوض معه، وتتشكل من مجموع المعارف والخبرات التي يملكها أحد الفاعلين داخل المؤسسة ويحتكرها لنفسه فقط، ويستخدمها أداة للتفاوض حول بعض مطالبه الخاصة أو الوصول إلى مستويات عليا داخل النسق السلطوي للمنظمة.

يقدم كروزي أمثله متعددة ومعقدة في الموضوع، ولعل من الأمثلة الكلاسيكية والأكثر بساطة، ما يتعلق بمنصب الكاتبة أو السكرتيرة التي تنظم الوثائق بطريقة معينة لا يستطيع كل الأفراد الوصول إليها بسهولة، وبخاصة رئيس مصلحتها، فإذا طلب هذا الأخير إحدى الملفات تماطلت وادعت أنها تبحث عنه، فتستغل الفرصة للضغط عليه من أجل طلب خدمة خاصة كعطلة استثنائية مثلاً، كما قد تقف عائقاً أمام كل من يريد الاتصال بمسؤولها لتظهر بأنها صاحبة سلطة داخل المؤسسة ويجب العودة إليها في كل صغيرة وكبيرة أو من أجل تمرير هذا على حساب ذاك.


شارك المقالة: