مشكلات الشباب وارتباطها بالعمالة المؤقتة في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


تعرف المشكلة في بعض مفاهيمها بأنها حاجة غير مشبعة كما تنظر الخدمة الاجتماعية إلى المشكلات بصفة عامة، باعتبارها مواقف ناتجة عن عدم توافر الإشباع اللازم للحاجات أو نتيجة للإخفاق في القيام بوظائف ومهام دور من الأدوار أو الأدوار جميعها مما يترتب عليه صعوبات تمثل مشكلات تتوقف مداها على مدى عدم إشباع الحاجة أو الإخفاق في القيام بالدور.

أهم مشكلات الشباب وارتباطها بالعمالة المؤقتة في الخدمة الاجتماعية

1- مشكلة شغل واستثمار وقت الفراغ

تعتبر مشكلة شغل وقت الفراغ من المشكلات الهامة في الخدمة الاجتماعية التي تؤثر على الشباب لما لها من أثار سلبية  تتنافى مع مبادئ الخدمة الاجتماعية ومن هذه الآثار انحراف الشباب وتشرده والتسكع في الشوارع، وكذلك الانضمام إلى رفاق السوء والعصابات وهذا يؤدي إلى تدهور الأخلاق والقيم، بالإضافة إلى أن عدم استثمار وقت الفراغ بطريقة إيجابية يعطي الشباب فرصة للجلوس في أماكن مثل المقاهي، ويساعدهم هذا الأمر على مشاهدة أفلام سيئة ومخلة التي من شأنها تدمير الشباب صحياً وأخلاقياً وذلك لا يتوافق مع قيم الخدمة الاجتماعية.

وكذلك قد يلجأ الشباب إلى ممارسة سلوكيات غير سوية كالسرقة والتعدي على ممتلكات الغير وهذا يؤثر على المجتمع ﻷنه يفقد طاقة هؤلاء الشباب بالإضافة إلى ما يبتكره المجتمع من أعباء لمواجهة الانحراف والعنف بين الشباب.

2- مشكلة اغتراب الشباب وضعف انتمائهم

تعتبر مشكلة الاغتراب تحدياً يواجه مجتمع الشباب في الخدمة الاجتماعية نتيجة لتعقد الحياة وسرعة إيقاعها مما ينتج عنه الحاجة إلى الأمن والتواصل مع الآخرين وقلة فرص التعبير وتحقيق الذات وما يتصل بذلك من الإحساس بالوحدة والقلق وعدم الإحساس بتكامل الشخصية وشعور الشاب أنه أصبح بلا موقف واضح وأنه ضحية لضغوط غامضة يعيشها المجتمع.

فاغتراب الشباب يقصد به العزلة عن المجتمع والعجز عن التلاؤم معه، والاغتراب يرجع ﻷسباب متعددة في الخدمة الاجتماعية من أهمها وجود خلل اجتماعي في المجتمع حيث أحدث الانفتاح الاستهلاكي صراعاً بين المستويات الاجتماعية بالمجتمع تراجعت فيه قيمة المثقفين وقادة الفكر أمام العناصر ذات المقدرة المادية.

وكذلك من أسبابه وجود اهتزاز في السياق القيمي للمجتمع الناتج عن التناقض المتعلق بالنماذج الواجب اتباعها لكي يحقق الشباب طموحه أو يعبر عنه بغياب القدوة التي يحتذي بها الشباب، وأيضاً غياب التجانس الأيديولوجي الموجه للشباب في المجتمع وقد يكون ذلك بسبب عدم وجود توجه أيديولوجي محدد وذلك يتنافى مع الخدمة الاجتماعية.

وهذا يؤدي إلى انسحاب الشباب إلى أيديولوجيات انسحابية تفرض عليه الأنانية وتقلل الانتماء لديه ضمن أساسيات الخدمة الاجتماعية، هذا بالإضافة إلى عدم قدرة المجتمع على اشباع احتياجات الشباب والتي تتمثل في عدم القدرة على سد احتياجاته من المسكن وتكوين أسرة وكذلك الشعور بالأمن والاستقرار في حياته.

3- مشكلة عدم توافر الإمكانيات اللازمة لتكوين أسرة

تعتبر هذه المشكلة من أهم المشكلات التي تواجه الشباب  في الخدمة الاجتماعية في هذا العصر وذلك لما يشهده من صراع القيم والغلاء وضعف الترابط العائلي وأيضاً ضعف الاستعداد المادي والنفسي، وتتمثل هذه المشكلة في مظاهر متعددة منها كيفية اختيار شريك الحياة المناسب بصورة تتفق مع التقاليد السليمة ضمن قيم الخدمة الاجتماعية، وكذلك عدم توافر الإمكانيات اللازمة للزواج خاصة وأن البطالة أصبحت مشكلة يتأثر بها أغلبية الشباب، وبالتالي سوف لا يجدون مصادر للدخل التي يستخدمها لإتمام الزواج.

وأيضاً القصور المعرفي لدى الشباب نتيجة للتنشئة غير السليمة وعدم إعداد الشباب لمثل هذا الموقف والمرتبط بمتطلبات الزواج ومشكلاته ومسؤولياته في عصر سيطرت فيه المادة والتقلب المزاجي والسطحية على بعض الشباب.

هذا بالإضافة إلى تشدد بعض الأسر في اشتراطاتها عند الزواج مما قد يؤثر في عدم إكمال كثير من حالات الزواج التي تتنافى مع شروط الخدمة الاجتماعية، ومن أهم هذه المظاهر أيضاً هي أزمة الإسكان وعدم قدرة الشباب على توفير المسكن الملائم للحياة الزوجية، بالإضافة إلى ضعف الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية بين غالبية الشباب مما يؤدي إلى عدم أخذ غالبيتهم بأساليب الفحص الطبي قبل الزواج للتأكد من الخلو من بعض أمراض الزواج الخاطئ.

4- مشكلات سوء التوافق النفسي

أما مشكلة سوء التوافق فتعني عدم التكيف السليم مع ظروف العمل أو الظروف الأسرية أو مع المجتمع الخارجي بما يشعر الفرد بأنه غير راضي عن نفسه ودائم الشكوى عن تعاسته في الحياة.

وينشأ سوء التوافق في مجال العمل من عوامل كثيرة متداخلة التي تتنافى مع مبادئ الخدمة الاجتماعية منها عوامل شخصية تعود إلى العامل ذاته من حيث اجتهاده واستعداده أو تدريبه، أو لعدم تناسب قدراته مع نوع عمله وينشأ أيضاً سوء التوافق من عيوب المنشأة التي يعمل بها أو من عيوب الجوانب النفسية أو من البيئة الداخلية والخارجية وغالباً ما ينشأ سوء التوافق من تداخل العوامل الشخصية والداخلية.


شارك المقالة: