اقرأ في هذا المقال
- المشكلات النفسية التي يعيشها كبير السن
- أهم الاضطرابات النفسية عند كبار السن
- فرص تحسين الرعاية النفسية لكبار السن
تُمثل هذه المشكلات الغالبية العظمى من مشاكل كبار السن حيث تتفاعل الأسباب الجسمية والعقلية والاقتصادية ومختلف العوامل التي تؤثر في حياة كبار السن، وتساعد على إيجاد مناخ نفسي مشحون بالقلق والتوتر والصراع الذي يعيشه. وتختلف درجته طِبقاً لظروف حياته ومدى اهتمام المحيطين به وتكوينه النفسي أيضاً.
المشكلات النفسية التي يعيشها كبير السن
1- مشكلات ناتجة عن الاضطراب الفسيولوجي والبيولوجي، وتتضمن هذه المشكلات ما يلي:
- ضمور خلايا المخ: وهذا يقود إلى نقص مُطردّ في القدرة العقلية وزيادة مُطردة في ضعف الذاكرة، وهو ما يسمَّى بمرض الشيخوخة.
- تصلُّب شرايين المخ: وتسبِّب هذه الحالات أعراضاً مرضية مختلفة يترتَّب عليها في النهاية ضمور خلايا المخ، وظهور أعراض الشلل المختلفة أو نزيف المخ.
- الاختلاط العقلي التسمُّمي: وهذه الحالات تحدث نتيجة اضطراب في الوظائف البيولوجية مثل ما يحدث في حالات فشل الكلى وارتفاع بولينا الدم أو فشل الكبد أو زيادة نسبة السكر في الدم أو نقصانه، كما يمكن حدوثها نتيجة إصابة ميكروبية مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة وتتميّز هذه الحالات بحالة اختلاط عقلي مع فقدان المقدرة على التمييز للزمان والمكان والأشخاص وأحياناً تصاحبها حالة هيجان.
2- مشكلات ناتجة عن اضطرابات نفسية اجتماعية: وهي التي تشكِّل الغالبية العظمى من مشكل كبار السن، كما أن ميدان الخدمة فيها كبير ونتائج الخدمة مُجزية، ومن خلالها نستطيع أن نعطي لكبار السن حياة أكثر سعادة وأكثر إنتاجاً وأقل عبئاً على المجتمع.
أهم الاضطرابات النفسية عند كبار السن
- التغيير المفاجىء الذي يحدث لكبار السن بعد الإحالة على المعاش وإحساسه بالفراغ الكبير وبدء عزلته عن المجتمع وابتعاد ذوي الحاجات الذين كانوا يلجؤون إليه لقضاء حاجاتهم عندما كان في العمل، كلّ هذا قد يُسبّب الإحساس بفقدان أهميتهِ للمجتمع وعدم فائدتهِ ويترتب على هذا التغيير خمول جسمي وعقلي وقد تصاحب ذلك حالة اكتئاب.
- نقص الحيوية بصفة عامة، ونقص القدرة الجنسية بصفة خاصة تسبّب اضطرابات نفسية عند كبار السن مع اضطرابات في السلوك، إمّا بالانعزال والاكتئاب أو العدوانية ضدّ المحيطين به بإسقاط أسباب هذا الضعف عليهم وخاصةً الزوجة أو الأبناء.
- كِبَر الأبناء واستقلالهم المادي والمعيشي والإحساس بأنهم لم يعودوا يحتاجون لكبير السنّ، وخصوصاً إذا شَغلت الحياة هؤلاء الأبناء عن الاهتمام بهم ورعايتهم.
- فقدان الأقرباء والأصدقاء بالوفاة يزيد من عزلة كبار السن ومن إحساسهم بقرب نهايتهم هم أيضاً.
مع تزايد نسبة كبار السن في مجتمعاتنا، يتزايد الاهتمام بالنواحي النفسية لهؤلاء الفرادين الذين تقدموا في العمر. إن فهم التحديات النفسية التي قد يواجهها كبار السن يمثل خطوة أساسية نحو توفير رعاية شاملة ومستدامة. يتعين على مقدمي الخدمات الصحية والاجتماعية النظر إلى النواحي النفسية بجدية لضمان رفاهية هؤلاء الأفراد خلال مرحلة الشيخوخة.
فرص تحسين الرعاية النفسية لكبار السن
1. برامج التوعية والتثقيف:
توفير برامج توعية لكبار السن حول أهمية الصحة النفسية وكيفية التعامل مع التحديات المحتملة يمكن أن يكون له تأثير كبير.
2. الدعم الاجتماعي:
تعزيز الدعم الاجتماعي عبر إنشاء مجتمعات صديقة لكبار السن، وتشجيع المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، يمكن أن يسهم في تقليل الوحدة وتعزيز الرفاه النفسي.
3. الرعاية النفسية المتخصصة:
توفير خدمات الرعاية النفسية المتخصصة لكبار السن الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية خاصة يعزز من فعالية الرعاية.
4. تشجيع النشاط العقلي والجسدي:
تعزيز الأنشطة الرياضية والثقافية والتعليمية يمكن أن يلعب دوراً هاماً في تحسين الصحة النفسية وتعزيز الشعور بالانتماء.
تحتاج رعاية كبار السن إلى نهج متكامل يأخذ في اعتباره النواحي النفسية والاجتماعية والصحية. يجب أن تتكامل الجهود بين المؤسسات الصحية والاجتماعية والمجتمع بأسره لضمان تقديم رعاية شاملة ومستدامة لهذه الفئة المهمة من المجتمع.