أهم نظريات دور كايم في علم الاجتماع:
1- طبيعة وأشكال المجتمعات: تنشأ الحياة الاجتماعية بصورة طبيعية، وبشكل مغاير لطبائع الأفراد، ويعترض دور كايم، على أصحاب نظرية التعاقد الذين جعلوا من نشأة المجتمع نشأة صناعية عن إرادة وقصد، كما يعترض على البيولوجيين، والنفسيين فيما ذهبوا إليه من تفسيرات للطبيعة الاجتماعية، ووضع دور كايم دعائم المجتمعات فذهب إلى أن التقسيم يجب أن يقوم على درجة التركيب، بمعنى أن يكون أبسط الأشكال الاجتماعية هو أول درجة في التصنيف، ثم نلاحظ درجة الاندماج التي تتحقق بين الهيئات والعناصر الأولية الداخلة في تركيب المجتمع.
وهو بذلك يقيم التقسيم على مبدأين: التركيب المورفولوجي وتوزيع الوظائف، وعلى هذا يرى أن هناك نوعين من المجتمعات: الأول مجتمعات محدودة النطاق بسيطة غير معقدة التركيب، فليست فيها هيئات متخصصة ولكن المجتمع ككل يقوم بالوظائف ككل، والثاني هو المجتمعات واسعة النطاق التي يكون التركيب فيها معقداً، والوظائف متميزة، وتخضع لمبدأ توزيع العمل، ويطلق دور كايم على هذه المجتمعات “المجتمعات التاريخية” ويضرب مثلاً عليها وهو المدينة، كالمدن اليونانية والرومانية، كذلك الامبراطوريات القديمة كالرومانية، وفي هذه المجتمعات يزداد التخصص، وتغلب عليها سلطة القانون وقوة التعاقدات والمعاملات القانونية.
2- نظريته في شؤون الأسرة: درس الأسرة كونها أول خلايا المجتمع فدرس طبيعتها، كما درس أشكالها ووظائفها وتوصل إلى أن الاجتماع العائلة أو الأسرة لا يحدث على الغريزة أو الدوافع الطبيعية، أو القرابة الدموية فحسب، ولكن هذا الاجتماع في طبيعته يقوم على قواعد وأساليب يضمنها العقل الجمعي، وتتطلبها الحياة الاجتماعية ذاتها، ويرى أن نطاق الأسرة ينتقل من الاتساع إلى الضيق، وبالتالي فإن وظائفها أيضاً قد تطورت من الواسع إلى الضيق، فخرجت منها وظائف كثيرة تحولت إلى الحكومة والهيئات القضائية والمجالس النيابية بعد أن كان رئيس الأسرة هو الذي يتولى كل هذه الوظائف.
كما أن الوظيفة التربوية أصبحت من اختصاص المدارس، وهكذا الحال في باقي الوظائف، ولم يبق للأسرة غير الوظيفية الأخلاقية التي يراها وظيفة أساسية، حيث يدخل في نطاقها عمليات التنشئة الاجتماعية مثل تلقين النشأة آداب الأسرة، وعرفها وتقاليدها ودينها، والحرص على ممتلكاتها والدفاع عن مصالحها وغير ذلك.
3- نظريته في الدين: تقوم نظريته في الدين على أساس تقسيم الظواهر الدينية إلى قسمين: الأول مقدس، أو قدسي وهو ما يتصل بالعقائد، والثاني علماني وهو ما يتعلق بالطقوس والعبادات وما يتصل بها.
والقسم الثاني: تدخل فيه الآلهة، والكائنات الروحية، والنصوص الدينية، والأحجار المقدسة والرقي والتمائم، فهذه الأمور تختلف عند الإنسان عن الأمور العلمانية، ﻷنها في نظر اعضاء المجتمع من طبيعة تختلف عن طبيعة الأشياء الدنيوية، والقسم الثاني: عبارة عن الأعمال والطقوس التي تنظم سلوك الإنسان نحو القسم الأول أو القدسي.
وينتهي دور كايم من هذا التقسيم إلى القول بأن الدين عبارة عن مجموعة مترابطة من العقائد والأعمال المتصلة بالعالم، أو التي يظن أنها تأتي من جانب هذا العالم وهي عقائد وأعمال تشترك في اﻹعتقاد بها مجموعة من الأفراد يتكون منهم مجتمع معين.