أوروبا قبل الحملة الصليبية الأولى

اقرأ في هذا المقال


كيف كانت أوروبا قبل الحملة الصليبية الأولى؟


على الرغم من أنّ أوروبا الغربية لا تزال متخلفة عند مقارنتها بالحضارات الأخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط ​، فقد أصبحت قوة مهمة بحلول نهاية القرن الحادي عشر.


كانت الكنيسة هي القوة المُسيطرة على السياسة والاقتصاد وحتى على الملوك والأمراء فكانت تستطيع سحب الثقة منهم قي أي وقت، والجميع كان يحترم رأي الكنيسة ويقدره ويُقدسه، وكانت الكنيسة الكبرى هي كنيسة روما، والبابا كان يتحكم في كل كنائس أوروبا الكاثوليكية، وبالتالي يستطيع السيطرة على معظم الأحداث والقرارات في الدول المختلفة.
لم تكن الكنيسة مكان عبادة فقط، بل كانت مؤسسة ضخمة تُضخ إليها الأموال سنويّا، وبالتالي كانت تملك الإقطاعيات الكبيرة في أوروبا، ولديها القوة العسكريّة للمحافظة على إقطاعياتها، ويمكننا القول أنّ الكنيسة هي الحاكم الحقيقي لمعظم دول أوروبا الغربية.
 
كانت بعض الممالك تطور بالفعل أنظمة حكوميّة متكاملة بشكل أفضل، في الوقت نفسه، كانت أوروبا تشعر بآثار النمو السكاني الذي بدأ في نهاية القرن العاشر والذي استمر حتى القرن الثالث عشر، كان الانتعاش الاقتصاد يتقدم ويزدهر قبل الحملة الصليبيّة الأولى؛ تمّ تطهير الأراضي الحرجيّة ودفع الحدود إلى الأمام وتنظيم الأسواق.


علاوة على ذلك، بدأت إيطاليا في تحدي القوة الإسلاميّة في البحر الأبيض المتوسط، كان الإصلاح العام للبنية الكنسيّة في القرن الحادي عشر، المرتبط بحركة الإصلاح الغريغوري ( وهو مجموعة من الإصلاحات التي بدأها البابا غريغوري السابع في الكوريا الرومانية، من عام (1050 حتى 1080)، والهدف منه هو تعزيز دور البابوية والكوريا الرومانية ضد ملوك أوروبا ومحاربة الفساد في الكنيسة)، ذا أهميّة خاصة للحملة الصليبيّة، مما مكّن الباباوات من تولي دور أكثر نشاطًا في المجتمع.

من الذي أطلق نداء الحملة الصليبيّة الأولى؟


في هذه الفترة في عام (1095)، كان أوربان الثاني وهو من أصول فرنسيّة تمّ انتخابه لمنصب البابوية في روما عام 1088م. وقد كان إصلاحيًا متشددًا، يكن الحقد والكراهيّة للمسلمين في وضع قوي بما يكفي لعقد مجلسين كنسيين مهمين، على الرغم من مقاومة هنري الرابع، الإمبراطور الألماني، الذي عارض سياسات الإصلاح البابوية، ونتج عن هذين المجلسين إطلاق الدعوة للحملة الصليبيّة الأولى.


شارك المقالة: