إسبانيا في ظل حكم شارلكان

اقرأ في هذا المقال


حكم شارلكان لإسبانيا

يعتبر شارلكان أهم الملوك أوروبا، فقد قام بحكم إسبانيا وإيطاليا والنمسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة، فقد تم اعتباره من أهم ملوك القرن السادس عشر ميلادي، ففي أثناء حكمه شملت أراضي الإمبراطورية الإسبانية الكثير من الأراضي، حيث أنها شملت أراضي ما وراء البحار والمكسيك وهولندا وألمانيا ونابولي، ففي أثناء فترة حكمه خاض الكثير من المعارك ضد الدولة العثمانية والنمسا وفرنسا وتمكن من إلحاق خسائر كبيرة بهم، وفي عام 1557 ميلادي قام بالتنازل عن الحكم لصالح ابنه.

إسبانيا في ظل حكم شارلكان

يعود أصل الملك شارلكان إلى عائلة هابسبورغ فقد كان والده ملك النمسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة وكانت والدته ابنة ملك إسبانيا ومملكة قشتالة، وعند وفاة والدته لم يكن لدى أهلها أحفاد من الذكور ليصبح شارلكان وريث الحكم في إسبانيا وقشتالة، وتوفى والده وهو في عمر الست سنوات ليقوم جده ملك إسبانيا بتربيته في البلاط الملكي الإسباني، ورغم تربيته في البلاط الملكي النمساوي والإسباني، إلا أنّه تشييع بالثقافة الفلمنكية.

لم يكن التعليم رغبته بل كان يهوى الفروسية وركوب الخيل،  وكما كان يتحدث باللغة الفرنسية بدلاً من اللغة الإسبانية، وعندما بلغ عمر الستة عشر عاماً توفى والده، وكان لذلك دور ليتم تسليمه الحكم في إسبانيا والنمسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة ولفترة مؤقتة، وتمت الخلافات بعد ذلك للسيطرة على الحكم في إسبانيا، وعلى الرغم من تلك الصراعات، إلا أنّه تم تسليم حكم الإمبراطورية إلى شارلكان، ليصبح حاكم أكبر إمبراطوريات في أوروبا.

تم إطلاق اسم الإمبراطور شارل المقدس؛ وذلك لما كان له أهمية لدى الشعب الروماني، كما كان أصغر إمبراطور في ذلك التاريخ، ولعل حكم الإمبراطور شارلكان لهذه المساحات الكبيرة من الأراضي يعود إلى وفاة كبار ملوك سلالة قشتالة الأرجوانية والتي ينتمي إليها، ليكون هو الحاكم الوحيد، حيث شملت ممتلكاته مساحات كبيرة في مملكة قشتالة وفي قارة أفريقيا وقارة أمريكا والمجر ومملكة بوهيميا والنمسا وبرشلونا وميلانو لتكون إمبراطوريته من أكبر وأهم الإمبراطوريات.

كما أنّه ملك الكثير من الأراضي التي كان يملكها أجداده، فقد كان أجداده يملكون أراضي في فرنسا وفي أراضي ما وراء البحار وكانت معظم أعمالهم بالتجارة وسيطروا على التجارة البحرية خلال توليهم فترة الحكم، وكان لهم دور كبير في ازدهار تلك المناطق وجعلها أكثر غنى.

قبل تولي شارلكان لحكم كان هناك صراع بين أجداده وفرنسا في السيطرة على التاج الملكي الفرنسي، الأمر الذي دفعهم إلى التنازل عن الحكم لصالح الفرنسيين عن بعض الأراضي الفرنسية، لكن الملك شارلكان رفض البقاء على تلك المعاهدة واراد استرجاع الأراضي التي يملكها أجداده والعمل على توسعة أراضي الإمبراطورية.

قام الإمبراطور شارلكان بتعيين مجلس استشاري له والذي كان يضم أعضاء من إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا والنمسا وبروسيا، كما كانت فرنسا من أشد أعدائه ورفض وضع مستشارين منها، في ذلك هو الأول ملكاً لفرنسا وكان رافضاً فكرت ضم الأراضي الفرنسية إلى الإمبراطورية الإسبانية، فقد كان يتمتع بالحكم الذاتي في أراضيه، وعلى الرغم من ذلك كان شارلكان يسعى في فرض سيطرته على الدول المجاورة له، وكان له مؤيدين كثيرين له في فرنسا ويطالبون بانضمامهم إلى الإمبراطورية الإسبانية.

أدّى التطور الكبير للإمبراطور الإسبانية إلى غضب الإمبراطورية العثمانية وفرنسا واللاتي كانتا تسعيان في ذلك الوقت في سيطرة والحصول على أراضي الإمبراطورية الإسبانية، كما أنّهم شكلوا عائقاً أمام شارلكان في فرض سياسة عائلة “آل هابسبورغ”، الأمر الذي أدى حدوث صراعات، وعلى الرغم من قتال شارلكان على جبهتين، فقد كان يقاتل العثمانيين من جهة الشرق والفرنسيين من جهة الغرب، لكنه تمكن من تحقيق انتصاراً كبيراً، لكنه خسر الكثير من الأموال.

بدأت الصراعات بعد ذلك في إمبراطورية شارلكان والتي كانت تضم بعض أراضي ألمانيا، حيث بدأت الصراعات الدينية، الأمر الذي أدى زعزعة الاستقرار في الإمبراطورية ومن ثم بدأت الصراعات على الحكم، ليقوم شارلكان الاتفاق مع أخيه على تقسيم الأراضي فيما بينهم وكان هدفه من ذلك المحافظة على حكمه، ومن أهم القرارات التي اتخذها شارلكان؛ هو الطلب من البابا عدم طرد أي مسلم وعربي من أراضي الإمبراطورية؛ وذلك لانهم كان يؤدوا حكمه وتمت عملية تنصيرهم في النهاية.

قام الملك شارلكان بغزو الجزائر فقد كان يريد ضم المزيد من أراضي أفريقيا له، الأمر الذي أغضب فرنسا والتي كانت تملك مستعمرات في الجزائر، وعاد الصراع من جديد بينهم، وفي نهاية حكم شارلكان كانت الإمبراطورية الإسبانية من أكبر الإمبراطوريات وأقواها.


شارك المقالة: