اقرأ في هذا المقال
- إسهامات علماء الاجتماع في المشكلات الاجتماعية عند هوارد بيكر في علم الاجتماع
- مجالات يمكن أن تبرز فيها إسهامات علماء الاجتماع في المشكلات الاجتماعية
إسهامات علماء الاجتماع في المشكلات الاجتماعية عند هوارد بيكر في علم الاجتماع:
لنا أن نتساءل عما يمكن للمشتغلين بالعلوم الاجتماعية أن يقدموه بصدد المشكلات الاجتماعية من إسهامات، ويجيبنا هوارد بيكر على هذا التساؤل بأن هناك خمسة مجالات يمكن أن تبرز فيها إسهامات علماء الاجتماع.
مجالات يمكن أن تبرز فيها إسهامات علماء الاجتماع في المشكلات الاجتماعية:
1- إبراز التصورات المختلفة ﻷبناء المجتمع وجماعاته لنفس المشكلة:
فتصور المشكلة وتعريفها يختلف داخل نفس المجتمع باختلاف الجماعات والطبقات ويختلف من وقت ﻵخر كما يختلف باختلاف المجتمعات، وهو بهذا يوضح حقيقة النسبية والاختلاف في التفكير حول المشكلات مما يمهد الطريق للالتقاء بين وجهات النظر المختلفة من أجل رسم سياسة للمواجهة متفق عليها، بعيداً عن التعصب أو تصوير كل جماعة ﻵرائها على أنها الآراء الوحيدة والنهائية في الموقف.
2- يمكن للباحثين الاجتماعيين الإسهام في فهم ومواجهة المشكلات الاجتماعية:
من خلال تحليل الفروض التي تكونها الأحزاب أو الجماعات المهتمة بالمشكلة حول كيفية ظهور وتكوين وسير الموقف، فالجماعات المسؤولة عن تقرير سياسة حل المشكلات وتنفيذها غالباً ما تعمل طبقاً لنماذج ضمنية، حول ما يجري داخل المجتمع وفي العالم ككل.
3- يحاول الباحث تطبيق خبرته المنهجية في اختبار الفروض:
من خلال الأبحاث الواقعية، وهو هنا يحاول أخذ كافة الجوانب المتشابكة والمعقدة للموقف في الاعتبار، كما أنه يحاول تحقيق أقصى درجة ممكنة من الحيادية والموضوعية، وقد يصل الباحث إلى فساد الأسس أو الفروض التي تبنى عليها سياسة المواجهة، فقد يصل الباحث إلى أن إقامة مراكز اجتماعية أو برامج التدريب على الوظائف لا تحل مشكلات الفقر، وأن رفع ميزانية التعليم والمزيد من الإنفاق على المدارس لا يحسن بمفرده الأداء التعليمي.
4- يمكن للباحث من خلال أبحاثه الواقعية وتحليلاته الموضوعية أن يقدم نموذج للمواجهة أكثر قدرة على تحقيق المقصود منه:
يعتمد هذا النموذج على الفهم العلمي لعوامل ظهور الموقف المشكل وارتباطاته بغيره من مواقف ونظم وظواهر اجتماعية، وبإيجاز فإنه يعتمد على الفهم العلمي لديناميات المشكلة، ومن خلال هذا الفهم يستطيع الباحث أن يتنبأ بأثر السياسات والبرامج على المشكلة القائمة ومدى قدرتها على تحقيق ذلك أو ما يمكن أن تؤدي إليه، فقد تؤدي إلى تفاقمها وزيادة حدتها.
5- محاولة تحقيق الموضوعية الكاملة في فهم وتحليل المشكلات الاجتماعية ورسم خطط المواجهة:
إلا أن الباحث الاجتماعي لا يمكنه تجنب الأحكام القيمية كلية، فهو يرى مثلاً أن الجريمة يجب أن يعاقب عليها، أو أنه يجب محاربة الفساد السياسي، وهنا يحاول تفسير هذه الأحكام تفسيرات عقلية مقنعة.