اقرأ في هذا المقال
إن عالمية اللغة البشرية فوق تنوع اللهجات العامية كما ينظّر نعوم تشومسكي تخلق الإغراء لتكييف الفكرة نفسها مع القانون.
إمكانية السيميائية العالمية للقانون
هناك أوجه تشابه بين السيميائية واللغة والقانون على سبيل المثال اللغة اللاتينية والقانون الروماني والشمولية والشكليات والجيل من الاثنين ودمج القانون في اللغة، وقواعد اللغة التوليدية العالمية لتشومسكي قابلة للتطبيق على القانون بطريقة مباشرة ولكن النظرية لا تزال قابلة للتوسيع لتشمل علم الدلالة والبراغماتية للقانون.
والادعاء هو أن تكوين تكوينات العناصر المكونة هو أسلوب معتمد في القانون والفقه بقدر ما هو في علم اللغة، ويُظهر البعد العملي لسيميائية القانون المساهمة الكبيرة للقانون في تعزيز الدور الاجتماعي لأفعال الكلام.
والهدف من هذه الدراسة هو توسيع وتطبيق بعض مفاهيم تشومسكي للغات القانون كلغات تقنية، والادعاء الذي يجب تبريره هو أن السمات التي قدمها تشومسكي على أنها مميزة لقواعد اللغة العادية، هي أكثر خصائص ليس فقط القواعد بناء الجملة ولكن الدلالات والبراغماتية للغات القانونية، وهذه مجرد فرضية أولية وسيتم تفصيلها بالتفصيل في المستقبل.
ويجب تطوير النظرية اللغوية على أساس علم اللغة العام على المستوى اللغوي، أي على مستوى القواعد، ومن المتوقع أن تكشف القواعد النحوية سواء كانت خاصة أو عامة عن القواعد الوصفية الخاصة بالصوتيات والصرف وبنية العبارات.
وبناء الجملة من خلال القواعد التي يتم بها بناء الجمل في اللغات، وإنها القواعد النحوية التي تولد الجمل النحوية والجمل الصحيحة نحويًا في تلك اللغة، وكونها بنيوية فإن هذه النظرية لا علاقة لها بالدلالات، وتمامًا كما تنص نظرية دو سوسور على أن الهيكل بنية نحوية للعالمية وجذور عميقة في الطبيعة البشرية وهي نوع من الأصولية اللغوية في مفهوم تشومسكي.
وفرضيته الفطرة كما سمتها هيلاري بوتنام يدعي أن القدرة اللغوية موهوبة وراثياً في البشر في شكل بعض أداة اكتساب اللغة، وقبول هذا الافتراض هو الطريقة الوحيدة لشرح سرعة ودقة الأطفال في اكتساب اللغة، على عكس اكتساب الكبار للغة الثانية.
والتشابه البنيوي لمجموعة القواعد المنظمة للغات الإنسان وتوحيد السلوك اللغوي للإنسان، وفرضية الفطرة هي مصدر فكرة القواعد العامة، حيث تعمل القيود الفطرية كنماذج للتركيبات النحوية، أي القواعد الموصولة وراثيًا في أدمغة البشر، ومن وجهة نظر الإنسان فإن القواعد العامة هي مصدر الكفاءة اللغوية، والنموذج الداخلي لقواعد اللغة الاستخدام المحدد هو الأداء.
وأوضح دو سوسير أن كون المرء بنيويًا يعني أن تكون شكليًا، وتعود نظرية تشومسكي في الغالب إلى ممثلي علم اللغة الوصفي الأمريكي، كان ليونارد بلومفيلد أهم شخصية، وكان تشومسكي معروفًا بأنه تابع حيث تم الإشادة به باعتباره رائدًا في اللغويات الرياضية والحاسوبية.
وتشرح هذه الخلفية تطلع تشومسكي إلى تطبيق النظرية الرياضية للغات الرسمية لنمذجة هياكل اللغات الطبيعية، واحتفل سيرل بشومسكي لتخليه عن الوضعية والبنيوية والسلوكية لأسلافه، لكنه في نفس الوقت احتفل به لفهمه لمهمة علم اللغة.
سيكون وصف اللغة الطبيعية عبارة عن نظرية استنتاجية رسمية تحتوي على مجموعة من القواعد النحوية التي يمكن أن تولد مجموعة لا حصر لها من جمل اللغة، ولن تولد أي شيء لم يكن جملة، وستقدم وصفًا للبنية النحوية لكل جملة.
تطبيق نظام مفهوم التفسير الدلالي على لغة القانون
وفي الواقع من المفترض تقليديًا أن الهياكل الأساسية يمكن أن تختلف بشكل طفيف جدًا من لغة إلى أخرى، ومن خلال تقييد النطاق المحتمل للهياكل الأساسية بشكل كافٍ، قد يكون من الممكن الوصول إلى تعريفات عامة تمامًا للفئات التي تعمل كرموز غير نهائية في قواعد المكون الفئوي.
وسيقدم تعريفات مستقلة عن اللغة للعلاقات النحوية، وسيثير احتمال وجود مبادئ عالمية عميقة الجذور للتفسير الدلالي.
وزعمه هو إنه من الأسهل رؤية تحقق هذا التوقع من تشومسكي في عالم القانون وربما أيضًا في مجال اللغات التقنية، والسؤال حيوي لأن التكامل السياسي يحدث أو لا، ويشمل أو يفترض التكامل القانوني والتكامل اللغوي.
على الأقل تكامل لغات القانون الوطنية، يعني تكامل لغات القانون الوطنية على الأقل قابليتها للترجمة إلى بعضها البعض، وهذه العملية متشابهة جزئيًا، وتختلف جزئيًا عن تلك الجارية في مجتمعات أخرى.
وفي بعض الحالات متشابهة فيما يتعلق بتحدي التكامل السياسي والاقتصادي في شكل فدرالية ولكنها مختلفة فيما يتعلق بالحقيقة التاريخية المتمثلة في أن بعض المجتمعات ليس لديها فرصة لتصبح بوتقة انصهار لأمم وثقافات مختلفة.
وعلى أي حال يتطلب نظام وتشغيل مؤسسات الاتحاد ويتطلبان ترجمة يومية لعدد كبير من النصوص القانونية بين 24 لغة رسمية، والتحدي ليس معروفاً بالنسبة لهم أيضاً، والسؤال هو ما إذا كان يمكن تلبية هذا الطلب عند مستوى مقبول، وكم لغة يستطيع الفم الذي يلفظ كلمات القانون أن يتكلم بها ؟ وهل تتحدث لغة أم عدة لغات متوازية؟ وبحثًا عن إجابة لهذا السؤال يتم استخدام المفاهيم التي قدمها تشومسكي كمرجع.
وإن التحدي الذي تشكله المجتمعات السياسية متعددة اللغات أو التكامل يظهر فقط على المستوى السطحي، ويمكن التعامل معه من خلال الأدوات التقنية للترجمة المحترفة، كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك فإن جوهر المشكلة يكمن في مستوى أعمق، وفي جذور تطبيق القانون، ويمكن صياغة عملية التنفيذ بشكل أفضل على أنها ترجمة، والترجمة هي أي تحويل لرسالة معبر عنها في كود واحد إلى نفس الرسالة المعبر عنها في كود آخر.
والترجمة هي تغيير الرموز مع وجود سؤالين أساسيين يجب الإجابة عليهما في نهاية أي إجراء قانوني، وهما الوقائع وتلك الخاصة بالقانون، وسطرين من الترجمات يجب دمجهما في نسيج القضية.
والسلسلة الأولى هي خط الحقائق، قد لا يتم التحقق من حقائق الماضي بشكل مباشر كإدراك، وفي الوقت الحاضر لا يمكن إلا استنتاجها، ولا يمكن أن تكون مقدمات الاستنتاج أي شيء آخر سوى سرديات الأحداث الماضية.
ويعتبر سرد القصص من قبل الشهود والخبراء والأشخاص المختلفين في القضية بمثابة نقطة انطلاق معقدة ومضادة للذرات لإيجاد أو إعادة بناء حقائق القضية، وتشبه الوظيفة وظيفة المحقق لمعرفة من يروي كذبة ومن يقول الحقيقة أو مؤرخًا يفرز الحقائق مصدقة من مصادر محددة وطرق محددة.
للوهلة الثانية تكون المهمة أكثر، حيث يجب التعبير عن الحقائق وترجمتها بلغة القوانين، ويجب نقل وقائع القضية إلى منطقة القانون المحدودة والمصطنعة وترجمتها إلى اللغة الفنية للقانون داخل إمبراطورية العالم ولا يمكن أن يحدث أي شيء ولا يمكن التعرف على أي شيء على إنه حقيقة.
وكسلسلة محدودة من الحالات، وعدد مغلق وإن كان كبيرًا من التركيبات القانونية مثل السرقة والقتل والثقة والعقد والزواج والقرض، وما إلى ذلك، وبمثابة مجموعة من الروايات التي يجب تركيبها من خلال اتجاهات الحالات.
وإن تحديد روايات القوانين وروايات القضايا يتم عن طريق الترجمة بمعنى كبير أي ترجمة بيانات وقائع القضايا إلى بيانات عن حقائق القوانين، وترجمة القصص التي يرويها الأشخاص العاديون للقضية إلى روايات يعبر عنها متخصصون في القانون، وباستخدام مصطلحاتهم الخاصة يعمل عدد كبير من التفسيرات القانونية المغلقة.