الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان:
حتى عندما كان علي بن أبي طالب لا يزال متولياً الحكم، تحدى معاوية بن أبي سفيان سلطته بجرأة على أسس أخلاقية، باستخدام الموت المأساوي لابن عمه لنشر أجندته، تمكن من تعزيز سلطته، بعد وفاة علي كان المنافس الوحيد لمعاوية (حكم 661-680 م) هو الابن الأكبر لعلي الحسن بن علي أبو طالب، الذي تنازل عن المنصب لصالح السابق مقابل معاش تقاعدي مرتفع.
متى انطلقت الخلافة الأموية؟
يصادف عام (661) م الانطلاقة الرسمية لحكم الدولة الأموية مع معاوية الخليفة الأول ودمشق العاصمة الجديدة، تم نقل السلطة من العراق إلى سوريا، ولن تستعيد المدينة المكانة السياسية التي كانت تتمتع بها من قبل، كان حكمه الذي دام (20) عامًا هو الأكثر استقرارًا بالنسبة للأمة الإسلامية منذ وفاة عمر بن الخطاب.
مع اقتراب نهاية حياته، عين معاوية ابنه يزيد (حكم من 680 إلى 683 م) خلفًا له، وقد قوبل ذلك بمقاومة شديدة، وعلى الأخص من ابن علي الأصغر الحسين، الذي قُتل (شهيد في نظر كليهما، السنة والشيعة) مع جيشه، ومعظمهم من أفراد عائلته، من قبل قوات يزيد في معركة كربلاء عام (680) م.
شجع الخليفة عبد الملك (حكم 685-705 م) على المركزية في الإمبراطورية ورفع مكانة اللغة العربية، مما جعلها لغة مشتركة للإمبراطورية، وخلال فترة حكمه أيضًا تمّ فتح تونس (في 693 م)، وقبل السكان الأمازيغ المحليون الإسلام، وفي الوقت المناسب نشروا حدود الإمبراطورية في شبه الجزيرة الأيبيرية.
كما تم إبقاء مقاطعة العراق المتمردة (بسبب المسلمين الشيعة) تحت السيطرة من خلال وضعها تحت سيطرة حاكم قاسٍي لكن مخلص – الحجاج بن يوسف (661-714 م)، وصلت الإمبراطورية إلى أقصى حد لها في عهد ابن عبد الملك – الوليد الأول (حكم من 705 إلى 715 م)،نجح محمد بن قاسم في فتح أجزاء مما يُعرف اليوم بباكستان (بحلول عام 712 م)، بينما فتح قتيبة بن مسلم ما وراء النهر (بحلول عام 713 م)، بدأ طارق بن زياد الفتح الإسلامي لإسبانيا عام (711) م وعززه موسى بن نصير، بحلول وقت وفاة وليد، كان الثنائي قد فتح معظم إسبانيا.
كان الأموي الوحيد الذي نال أي ثناء من المؤرخين المسلمين هو عمر بن عبد العزيز المخلص والذي عُرف بالزهد والتقوى (حكم 717-720 م)، المعروف أيضًا باسم عمر الثاني، كان مكرسًا للإسلام وكان عهده القصير يذكرنا بخلافة الراشدين السابقة شجع المساواة وسهل التحول عن طريق جعل الضرائب متساهلة مع المسلمين غير العرب وأوقف الشتم العلني لعلي، وأوقف أيضًا الغارات على الجيران المسالمين للإمبراطورية، إنّ موقفه الثابت من العدالة والتقوى جعله يدخل في منافسة مع عشيرته، التي قتلته عام (720)م، يتذكره المسلمون حتى يومنا هذا كشخصية أسطورية وقدوة لهم.