اقرأ في هذا المقال
لقد عرف التواصل في الفضاء الإلكتروني وخاصة في الإنترنت لفترة تزيد قليلاً عن جيل، ويمكن بالفعل أن نقول إنه أثر بشكل كبير على حياة الثقافية والاجتماعية، حتى أنها أطلقت بعدًا وجوديًا جديدًا، والفضاء الإلكتروني للإنترنت هو وسيلة نبتكر من خلالها الأفكار وتواصل وتعلم، استنادًا إلى تحليل الأنواع القديمة من الوسائط.
الفضاء الإلكتروني في علم الاجتماع الرقمي
إن الوسائط الإلكترونية ولكن على وجه التحديد الإنترنت تختلف اختلافًا جذريًا، وتغير خيال وطريقة تفكير وتعلم، يستخدم الإنترنت لغة تكنولوجية وعلينا أن نتكيف مع هذه اللغة في اتصالات، لذلك تتحول لغة إلى لغة تقنية، إلى جانب ذلك تشكل السرعة وكمية المعلومات طريقة تفكير تجاه عدم استمرارية المحتوى وبساطته وسطحيه.
من ناحية أخرى قد يمنح الإنترنت فرصة لتحسين مهارات للاستجابة بسرعة للمحتوى المتنوع الذي نجده في الفضاء الإلكتروني، من الصعب تحديد كيف يتغير تفكير الإنسان الحديث، لكنه يصبح واضحًا عند مقارنته بالناس في التاريخ.
ولكن على وجه التحديد الإنترنت باعتباره مختلفًا جوهريًا، يغير خيال وطريقة تفكير وتعلم. يستخدم الإنترنت لغة تكنولوجية، وعلينا أن نتكيف مع هذه اللغة في اتصالات، لذلك ستتحول لغتنا إلى لغة تقنية، إلى جانب ذلك ستشكل السرعة وكمية المعلومات طريقة تفكيرنا تجاه عدم استمرارية المحتوى وبساطته وسطحيه.
يؤدي الاتصال في الفضاء الإلكتروني إلى إحداث تغييرات في فهم الزمان والمكان وهيكل التفكير، لكي نتواصل في الفضاء الإلكتروني نحتاج إلى تقنيات معلومات جديدة، وتصبح هذه جزءًا يوميًا من حياة، هذا تأثير آخر يجلبه الفضاء الإلكتروني.
في الأصل لم تكن تقنيات المعلومات الحديثة محمولة، تمامًا مثل أجهزة الكمبيوتر الثقيلة التي رأيناها في التسعينيات مع أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخفيفة والصغيرة وكذلك حاليًا أجهزة (iPad) والهواتف الذكية حيث يسهل حمل هذه التقنية، حيث تعد أجزاء مهمة من حياتنا ليس فقط في المنزل ولكن أيضًا في الشوارع والمكاتب وبشكل عام في أي مكان ممكن نذهب إليه، وهذه الأجهزة الحديثة التي تساعد في دخول الفضاء الإلكتروني في متناول اليد بشكل عام.
إيجابيات الفضاء الإلكتروني في علم الاجتماع الرقمي
إن استخدام تقنيات المعلومات وخاصة الاتصال في الفضاء الإلكتروني له إيجابيات، يمكن لتقنيات الاتصال الحديثة على غرار الأدوات الأخرى أن تعمل كخادم جيد، وتتمثل من خلال ما يلي:
1- الزمن، عندما نتواصل في الفضاء الإلكتروني نشهد تسريعًا هائلاً في نقل المعلومات والذي يصل في الوقت الحاضر إلى سرعة الضوء تقريبًا، ثم هناك زيادة هائلة في كمية المعلومات، والتي لا تزال تنمو باطراد، وهذا يعني أنه يمكن الوصول إلى أي معلومات تقريبًا بسرعة ولكن الاختيار والمعالجة يتطلبان وقتًا أكبر ويستغرقان وقتًا طويلاً، مما يؤدي إلى رسم تخطيطي.
يؤدي ضيق الوقت إلى تأثير آخر الحرمان من الوقت الذي يجب تخصيصه للحياة الشخصية، ومن المفارقات أن المرء قد يقضي الوقت من خلال تصفح الإنترنت أو الدردشة مع الأصدقاء أو إرسال رسائل البريد الإلكتروني لمجرد الحفاظ على الشعور بالانخراط أو الانتماء إلى مجموعة، إلى جانب ذلك لا يتم تخزين المعلومات في الفضاء الإلكتروني وتوصيلها خطيًا، ولكن بشكل تشعبي في نمط يشبه المروحة، مما يؤدي إلى تفضيل الوقت المتزامن على الوقت الخطي.
2- الفضاء، يتمثل أحد الجوانب الإيجابية للاتصال في الفضاء الإلكتروني في قدرته على هزيمة المواقع الجغرافية، يمكن الآن التواصل مع شخص يعيش في أي منطقة من العالم ليس فقط شفهيًا ولكن أيضًا بصريًا، يمكن حتى مشاهدة الأحداث التي تحدث في أماكن مختلفة من العالم، قد يؤدي هذا إلى جانبه السلبي فقد نفقد الإحساس بقيمة المحيط الحقيقي والتقاليد والثقافة في مكان معين.
مع الاتصال عبر الإنترنت تتدهور أهمية مثل هذا المكان، ويفقد الناس جذورهم، الإنترنت وكذلك العولمة تمزق الرابط بين الموقع الجغرافي والدور الاجتماعي، مع عدم وجود جذور جغرافية واجتماعية يمكن بسهولة أن يصبح المرء بلا مأوى في الفضاء الإلكتروني.
لا يقتصر الفضاء الإلكتروني للوسائط الإلكترونية على الاتصالات عبر الإنترنت أو المشاهدة عن بُعد عبر الإنترنت للعالم، إنه عالم من الفرص الجديدة في افتراضية الواقع، قد يتطلب التمثيل الافتراضي للواقع أنماطًا مختلفة من الواقع أو إنشاء عوالم جديدة ورائعة تمامًا.
3- التواصل، فالتواصل مع العوالم الافتراضية يجلب بعض الإيجابيات وبعض التباين، في ممارسة الألعاب يمكن للشباب تعلم المهارات اليدوية والبصرية والتعرف على العالم ولكن أيضًا يصبحون منغمسين تمامًا ويصبحون مدمنين أو افتراضيين للعالم الحقيقي.
4- هيكل التفكير، في التواصل داخل الفضاء الإلكتروني تحدث بعض التغييرات الهيكلية في التفكير والتعلم، كل وسيلة إعلامية لها سيميائية خاصة بها، وأهم وسائل الإعلام الأساسية، إن الوسائط هي أدوات لتفكير وتعلم.
تُستخدم أيضًا طرقًا مختلفة للتفكير مع زيادة استخدام التقنيات، وليس من حيث تغيير التوافر الفعلي لمثل هذه القدرات، نحن نغير بشكل أساسي استراتيجية استخدامها، يتأثر التفكير في الفضاء الإلكتروني بانقطاع الصور والنصوص القصيرة وما شابه ذلك، مما لا يساعد في تدريب التركيز والتنقيح المستمر للأفكار، وعلى العكس من ذلك فإن نصًا في صحيفة أو كتاب يتطلب منا التركيز ومتابعة السلسلة المنطقية للأفكار التي يتم التعبير عنها.
وهكذا فإن الكتاب والصحف يطوران التفكير المجرد والمستمر المنطق، في حين أن التلفزيون وخاصة الإنترنت يغذي التفكير البصري والمتقطع، إن الوسائط القائمة على الصور مثل التلفزيون والإنترنت تغير الطريقة التي نفكر بها ونتخيلها ونتعلمها، ويحدث تغيير هيكلي آخر في التفكير في الاتصال في الفضاء الإلكتروني في مصدر المعلومات القائم على الشبكة أو النص التشعبي، ويمكن وصف هذا النوع من الاتصالات أو المعلومات بأنها جذرية الشكل.
إن التفكير يعني التقدم بشكل أعمى والاعتماد فقط على الافتراضات، لن تدعم الإنترنت التي تتميز بنصها التشعبي، أو ربما اتصالها الجذري بالمعلومات التفكير المجرد والخطي والمنطقي، والذي قد يشكل تهديدًا للمجتمع الحديث،
5- الهوية، في الاتصال على الإنترنت هناك نوعان من التعريفات الاتصال العقلي والجسدي بالوسائط التي تساعدنا في الدخول إلى الفضاء الإلكتروني أو الهوية الذهنية مع المحتوى في الفضاء الإلكتروني، النوع الأول من تحديد الهوية يشكل عقليًا أو عقليًا جسديًا، من الممكن حاليا ربط التكنولوجيا كالذراع الاصطناعية بالجهاز العصبي والتحكم فيه بالفكر.
يمكن أن نتوقع تطبيقات مماثلة أيضًا في مجال تكنولوجيا المعلومات، قد يتم تنفيذ بعض التقنيات في المستقبل أيضًا في جسم الإنسان، وهذا يمكن أن يجلب إيجابيات لبعض الأشخاص الذين يعانون من إصابات بعد الحوادث ويوفر أيضًا إمكانية الوصول الفوري إلى المعلومات.
في الوقت الحالي لا يزال التعريف الذاتي للمحتوى في الفضاء الإلكتروني من خلال المجموعات الاجتماعية أو الصور الرمزية أكثر شيوعًا، قد يكون من المرغوب فيه أن يجد المرء مكانًا له بين مجموعة اجتماعية ويكون قادرًا على مشاركة معارفه وخبراته، يمكن للمرء أن يشعر أحيانًا بالحاجة إلى عيش حياة أفضل في الفضاء الإلكتروني، هذا يمكن أن يحدث آثارا علاجية محررة، يمكن أن يشعر الناس بالحاجة إلى أن يصبحوا شخصًا آخر في الحياة وإثبات ذلك أيضًا في الحياة الاجتماعية.