ابتداع مفهوم الثقافة:
لا تعود ملاحظة ظواهر التماس بين الثقافات بكل تأكيد إلى ابتداع مفهوم التثاقف، لكن تلك الملاحظة كانت تتم على الأغلب من دون وجود نظرية تفسيرية، وكثيراً ما لازمتها أحكام القيمة فيما يتعلق بآثار التماس الثقافي.
كان بعض الملاحظين يرون حركة التمازج الثقافية، ذلك على غرار الأعمال البيولوجية بوصفها ظاهرة سلبية، ولا يزال الكثيرون يستعملون عبارة فرد أو مجتمع للتعبير عن ثقافة معينة إذ تسعى الأنثربولوجيا إلى أن تبتعد بنفسها عن إدراكات التثاقف السلبية أو الإيجابية؛ لأنها تحمل مصطلح محتوى وصفياً خالصاً لا يفترض وجود أي موقف مبدئياً من هذه الظاهرة.
يبدو أن الاسم أو مصطلح التثاقف قد ابتدع منذ عام 1880م من قبل العالم بويل، عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي الذي كان يسمي هذا عبارة عن تطور أنماط حياة المهاجرين وفكرتهم في تماسكهم في المجتمع الأمريكي ولا تعني الكلمة مجرد نزع للثقافة كما أنه في اللفظ الفرنسي للثقافة لا يعني وجود مجموعة من الحمول السلبية التي تنحدر اشتقاقاً من الثقافة التي يطلق عليها اسم اللاتينية.
كان من الواجب على كافة العلماء العلميين من انتظار الثقافة الواضحة حتى يدفع التفكير النسقي في ظاهرة لقاء معظم الثقافات التي تتبع مجموعة من علماء الأنثروبولوجيا ذوي الجنسية الأمريكية إلى اقتراح ما يسمى بتعريف مفهومين للمصطلح.
حرص علم الأنثربولوجيا على أن يكون التعقيد البالغ الذي تتسم به الظواهر الثقافية ظاهراً، وبكل تأكيد ما من تفسير نقدمه عندما نكتفي باستخدام مصطلح تثاقف، فهذه الكلمة تتوسع لإخبار عن آثار التماس الثقافي.
المفهوم العام للثقافة:
إن استعمال المصطلح العام للثقافة يوضح ويشرح الظاهرة المراد تحليلها، وليس بالضرورة إجراء التحليل نفسه على أن دراسة صيرورة التثاقف سوف تكون نهايتها في فترة صغيرة وقصيرة، كذلك هذا يجتمع إلى تحديد نوع التثاقف الذي يتعلق به كافة الأمور الثقافية، وكيفية تحديد وحدوث العوامل التي لها دور محدد في ابتداع المفهوم التثاقفي الأساسي.
وتشير كافة حركات التقارب الثقافي على أنه ينبغي من الافراد انتظار الثقافات الجديدة، حتى تتم عملية دفع التفكير النسقي المفرط، وهذا التفكير يكون معلوماً لدى كافة الثقافات المتنوعة.