اتجاه السلوكية الجمعية عند فرنكلين هنري جيدنجز في علم الاجتماع:
اتفق جيدنجز مع تارد في تسليمه بأن هدف علم الاجتماع هو دراسة العلاقات المتبادلة بين سيكولوجية الأفراد، وأن وحدة التحليل الأساسية هي وحدات الفعل أو السلوك وأن أنسب أسلوب للدراسة هو الإحصاء.
وركز جيدنجز اهتمامه على نوع معين من العواطف أو الأفكار التي توجد في عقول الأفراد، وهي ما أسماه بالشعور بالنوع، ورأى أن هذا الشعور هو أساس المجتمع الإنساني وهو الذي يحدد العلاقات بين أفراده، وعلى هذا فالمجتمع يمثل أساساً ظاهرة نفسية، والشعور بالنوع هو الذي يجعل كل شخص يدرك وجود غيره على أساس التشابه بينهما في النوع، سواء كان هذا الإدراك عضوياً أو عاطفياً أو يتعلق بالرغبة.
ورأى جيدنجز أن الشعور النوع يجعل الأفراد يتصرفون بطريقة معينة، بحيث تتحقق بينهم في لحظة معينة عواطف مشتركة، كما توصلوا إلى أحكام متشابهة، وقد يسلكون في بعض الأحيان نفس المسلك، من ثم يمكن أن يؤدي هذا التفاعل إلى ظهور هذا العقل الاجتماعي، وهذا الوعي بالنوع هو الذي يجعل أي تجمع للأفراد يتحول إلى مجتمع.
وقد ميز جيدنجز في كتابه علم الاجتماع الاستقرائي بين خمس أنواع من الشعور بالنوع، وهي التعاطف العضوي، وإدارك التشابه، والتعاطف المتبادل، والحب والرغبة.
وتحدد طبيعة كل من هذه الأنواع من الشعور بالنوع أو التماثل العقلي، كل ما هو أساسي بالنسبة للمجتمع مثل التنظيم الاجتماعي، أو المؤسسات والطبقات الاجتماعية، ويترتب على هذا الشعور بالنوع تماثل في الاستجابات لدى الأفراد الذين لديهم هذا الشعور.
ويمكن تصنيف الشخصيات التي توجد في المجتمع على أساس التماثل بينهم في الاستجابات إلى أربعة أنماط من الشخصية، وهي النمط القوي، والنمط المرح، والنمط المتزمت، والنمط الواعي العقلاني، ويرتبط بهذه الأنماط الأربعة من الشخصية أربعة أنماط عقلية هي، الفكري الحركي، والفكر العاطفي، والعاطفي المتزمت، والمثقف النقدي.
وبناءاً على هذه التقسيمات السيكولوجية للناس في المجتمع، قسم جيدنجز المجتمع إلى ثلاثة أنواع من الطبقات، وهي طبقات الحيوية وطبقات الشخصية والطبقات الاجتماعية، حيث لا تدخل النواحي الاقتصادية في تحديد أي من هذه الطبقات، ولكنها جميعا تعتمد على الخصائص السيكولوجية والبيولوجية.