إسهامات جورج زيمل في علم الاجتماع:
يعتبر جورج زيمل من وجهة نظر علماء الاجتماع الزعيم الفعلي للمدرسة الألمانية في علم الاجتماع، فقد كان من بين العلماء الذين انتقلوا بهذا العلم من التقليد الكلاسيكي إلى عصر النهضة في أواخر القرن التاسع عشر، وذلك في مجال النظرية والبحث السوسيولوجي على حد سواء، وفضلاً عن ذلك فإنه ينظر إليه على أنه زعيم الاتجاه الصورى أو المدرسة الشكلية في علم الاجتماع، وقد كان فيلسوفاً بالدرجة الأولى، فقد اهتم بمشكلات المجتمع إلى جانب التاريخ، والفنون الجميلة، والأدب، وقد ترجمت كتاباته إلى كثير من اللغات الغربية الأمر الذي أكسبة شهرة كبيرة.
موضوع علم الاجتماع عند جورج زيمل:
لا يتفق جورج زيمل مع القول بأن علم الاجتماع هو العلم الذي يقوم بدراسة جميع الحقائق الاجتماعية، أو جميع ما هو إنساني، فذلك يوسع نطاقة ولا يمكن الباحثين من الإحاطة بكل جوانبه، ولكنه يرى أن علم الاجتماع يجب أن ينفصل عن العلوم الخاصة التي يدرس كل منها موضوعاً اجتماعياً محدداً.
ويرى أن العلوم الاجتماعية التي تقوم حديثاً يجب أن تعتمد على التجريد، بمعنى أن تجرد حقائقها وموضوعاتها مما تنطوي عليه من مادة، وذلك من أجل الوصول إلى مبادئها الجوهرية والشكلية.
ويطبق هذه النظرة على علم الاجتماع، فهو عنده علم نظري مجرد موضوعة دراسة العلاقات الاجتماعية في صورها الخالصة، أي دراسة أشكال التفاعلات الاجتماعية المتبادلة التي تحدث في كل ميادين الحياة الاجتماعية، ولا يدرس هذا العلم الحقائق المادية التي تنطوي عليها الظواهر، فهذه متروكه أو يجب أن تترك للعلوم الاجتماعية الخالصة التي تعالج مختلف ميادين النشاط الاجتماعي، أما مهمة علم الاجتماع فهي مهمة تجريدية مقصورة على الوصول إلى أشكال العلاقات الاجتماعية.
وتركز نظرية جورج زيمل على التمييز بين طبيعة العلاقات الاجتماعية من ناحية الشكل أو الصورة، وما تنطوي عليه مضمون اجتماعي، ﻷن العلاقات التي تنشأ بين الأفراد في المجتمع كالصراع والتنافس والخضوع وتقسيم العمل والتقسيم الطبقي وغيرها موجودة في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، ووظيفة علم الاجتماع هي تحليل هذه المظاهر المختلفة للعلاقات الاجتماعية حتى تصل إلى مقوماتها الأساسية، وخصائصها الذاتية، ثم تحاول تفسيرها في صورها المجردة بعيداً عن تجسداتها أي مادتها في المجتمع.