أعمال الملك سعود بن عبد العزيز أثناء ولاية العهد

اقرأ في هذا المقال


أعمال الملك سعود بن عبد العزيز أثناء ولايته للعهد:

في أثناء ولاية العهد، قام الملك في العديد من الإصلاحات في المجال الإداري، وقام الملك في الإشراف عليها والده، وكانت بداية هذه الإصلاحات بعد الحرب العالمية الثانية عندما تردت الأحوال الاقتصادية في العالم وتأثرت بذلك الدولة السعودية، فقام بدراسة الوضع المالي أشخاص من ذوي الخبرة والمسؤولين والمختصين بالأمور المالية، وتمت الاستعانة برجل الأعمال والاقتصادي اللبناني نجيب صالحه وذلك لإجراء إصلاحات تنظيمية في وزارة المالية على أسس حديثة والإشراف عليها، كما تمت الاستعانة بالخبير المالي الأمريكي والذي تم بمشورته تأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي في عام 1952.

لقد تمت الاستفادة من شخص أمريكي قام في تنظيم الجمارك، وقام الملك في الاصلاحات المالية، وكان من ضمن هذه  الإصلاحات التي تمت في هذا المجال هي إصدار ثالث ميزانية للدولة وفقاً للقواعد العالمية المتبعة وكان ذلك في عام 1372 هجري الموافق 1952. وقام بإعداد دراسة مع خبراء أجانب عن الإصلاحات الإدارية والداخلية للمملكة، وتضمنت قائمة أهدافه تسوية النظم الإدارية والمالية ودراسة الأنظمة المتعلقة بالمشاريع الحيوية والتنموية.

لذلك اختصت في المشاريع المتعلقة بالحج وتأمين المياه والإذاعة، وكان من بين ما دعت إليه الدراسة، هو تأسيس مجلس خبراء من المختصين في الرياض لدراسة جميع أنشطة الحكومة في الشؤون المالية والقانونية والدينية والاجتماعية والنفط، على أن يتم اختيار هؤلاء الخبراء من دول العالم سواء كانوا من الوطن العربي أو الدول المجاورة.

وكان المجلس يعمل تحت رئاسة الملك وله علاقة مباشرة معه ومع مستشاريه، على أن يكون دور الخبراء في نطاق التخطيط والمشورة وليس الإدارة والتنفيذ، بينما قام الملك عبد العزيز في قرار تأجيل تنفيذ هذه المقترحات في نجد إلى فترة لاحقة، ولكن ذلك لم يمنعه من إصدار مجموعة كبيرة من القوانين والأنظمة بشأن إصلاحات ضرورية في الحجاز.

حيث أصدر بياناً حول عدد من الإصلاحات وتنصيبات جديدة في عدة دوائر، وإعادة هيكلة إدارة الأمن العام وإدخال تطويرات على أنظمة المحاكم الشرعية، حتى تمكن للجميع تسهيل أمورهم، وتعزيز نشاط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قام بإدخال خطة جديدة لإدارة شؤون الحج تشرف عليها الإدارة عامة للحج والإذاعة، كما عزّز صلاحيات وزارة المالية وسيطرتها ومراقبتها على الميزانية والإنفاق والتوفير.

قام بإنشاء مجلس للشؤون الاقتصادية وإدارتها، والمديرية العامة لشؤون البترول والمعادن. وأيضاً قام بتأسيس إدارة للأشغال العامة، لتكون مطلوب منها القيام في إصلاح الأراضي البور والخالية للاستخدام الزراعي والقيام بحفر الآبار الارتوازية وتأسيس شركات تعاونية زراعية، وإنشاء إدارة مستقلة وعامة للجمارك.

وفي عام 1372 هجري الموافق 1953، قام الملك عبد العزيز في تعينه رئيساً للقوات العسكرية المسلحة، فعمل في القيام على تطوير الجيش وسلاح الطيران عبر تزويدهما بالأسلحة وتدريبهما على أيدي خبراء أمريكيين على أحدث أساليب الحرب، وأيضاً قام بتوسعة أسطول الجوية عبر شراء أربع طائرات، وتنظيم رحلات جديدة داخل البلاد وإلى الدول العربية المجاورة لنقل الحجاج.

المساندة في إدارة شؤون الرياض:

بعد استسلام إمارة جبل شمر، أمر الملك عبد العزيز بتزويد نفوذ عمليات قواته وكان سعود بجوار والده في الرياض يساعده في التخطيط ومراقبة التطورات والإشراف على تنفيذها فضمت القوات السعودية عسير لتضييق الخناق على الحجاز من الجنوب، ثم على الطائف ومكة المكرمة حتى تحقق له في عام 1343 هجري الموافق 1924 ميلادي، وجاء الملك عبد العزيز للمرة الأولى إلى مكة تاركاً ابنه سعود في الرياض لإدارة الحكم تحت إشراف جده الأمير الإمام عبد الرحمن.

استمر سعود نائباً لوالده في الرياض حتى قام في السيطرة على المدينة المنورة، وبعد مبايعته في الحرم المكي، وتولى أيضاً الأمير سعود قيادة نجد بعد واقعة الإخوان في معركة السبلة إذ كان على والده الخروج على رأس جيش لإخماد ما جاء بعد معركة السبلة من بعض القبائل في جمادى الآخرة 1348هجري الموافق 1929 ميلادي.

استمر سعود نائباً لوالده في الرياض، حتى قام في السيطرة على المدينة المنورة، وبعد مبايعته في الحرم المكي، حيث أخذ أمراء المناطق المبايعة له نيابة عنه، وتولى أيضاً الأمير سعود قيادة شؤون نجد بعد حادثة الإخوان في معركة السبلة إذ كان على والده الخروج على رأس جيش لإخماد ما جاء بعد معركة السبلة من بعض القبائل في جمادى الآخرة 1348هجري الموافق 1929 ميلادي.

مشاركة الملك في إخماد فتنة الإخوان:

حادثة المحمل كانت السبب الأول الذي أظهر الإخوان بمظهر مختلف، فتحولوا بطريقة ما إلى مصدر للخوف وصنع المشاكل التي هددت في وقت من الأوقات كل جهود الملك عبد العزيز في بناء دولته الحديثة، حيث وقعت هذه الحادثة بعد ضم الحجاز بوقت قصير، حيث جرت العادة في العهد العثماني أن تنسج مصر كسوة الكعبة وترسل في كل عام في مسيرة قافلة ضخمة يحيط بها الحرس وأمير الحج وحاشيته، وتتقدمهم فرقة موسيقية.

وكان ذلك قد أثار غضب الإخوان، حيث قاموا في لهجوم عليهم، فما كان من الملك عبد العزيز إلا أن  يقوم في إرسال ابنه بجيشه لمحاربة الجيش المصري من هذا الصراع، وقد تسببت هذه الحادثة بمشاكل سياسية بين السعودية ومصر. وللأسف مشكلة الإخوان امتدت واستمرت واتسعت أفقها لدرجة أن الملك عبد العزيز أدرك أن لا حل لها إلا إيقاف المتمردين عند حدهم للحد من الفوضى التي ساهموا في خلقها داخلياً وخارجياً، فما كان منه إلا أن يعلن التعبئة العامة واستقر في بريدة منتظراً ابنه الأمير سعود والأمير محمد للقاء المتمردين في السبلة، وتم وضع خطة محكمة للسيطرة على الوضع بأقل الخسائر حتى أنتهت فتنة الأخوان.

كان الملك وليًا للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء:

عند انتهاء حركة الإخوان وتم القضاء على مقاومتهم، قرر الملك عبد العزيز التجهيز لمنح ولاية العهد لمن يستحقها في بلاده. فقام بالإطلاق على الأماكن التي وحّدها اسم الدولة العربية السعودية، وإعلان ذلك في 17 جمادى الأولى  في سنة 1351هجري الموافق 17 سبتمبر 1932. ثم تبع هذه الخطوة بالإعداد لإعلان ولاية العهد لابنه سعود بعد أن استكمل كافة الأوصاف للازمة توفرها في ولي العهد، وبعد أن أثبتت الأحداث دوره القيادي فيها ومعالجته الحكيمة والشجاعة للأحداث، فأصبح جديراً بأن يكون سلطان الرسمي لاستلام زمام الأمر من يديه عند اللزوم.

واصل مقاومته وسعيه، لتحقيق وحدة دولته والسير بها على القواعد والأحكام التي رسمها. فرشحه لولاية العهد وتم الإقرار عليها بالإجماع من أفراد العائلة والمشايخ ورجال الدين والعلماء وغيرهم من الرعية، ونشرت صحيفة أم القرى في 30 محرم 1352هجري الموافق 25 مايو 1933، بياناً عن مراسيم البيعة للأمير سعود والدور البارز الذي قام فيه الأمير محمد بن عبد الرحمن في الإعداد لهذه المراسيم.

وذلك بعد إصدار الملك عبد العزيز مرسوماً ملكياً من مجلس الشورى بجدة بمبايعة الأمير سعود ولياً للعهد،  وطلب من جميع أفراد الأسرة وأعيان مناطق المملكة العربية السعودية وشيوخ القبائل بمبايعة الأمير سعود ولياً للعهد وكان الأمير سعود في الرياض وتمت المبايعة في مكة في الحرم المكي.


شارك المقالة: