تُعَدّ المدينة شكل من أشكال التجمعات الإنسانية، حيث أنَّ أساليب الحياة في المدينة تتلائم مع البنية العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والأيدولوجيا، كما أنَّها تتناسب مع الطابع والقيم الاجتماعية.
أقسام المدينة الحضرية القديمة:
تتمتع المدينة القديمة وبشكل خاص المدينة الأوربية قبل الثورة الصناعية، بشكل بسيط من أشكال التخصص في الصناعات التقليدية والبدائية، لكن معظم النشاطات الاقتصادية كانت قديماً في مجال الزراعة في المدينة.
كما أنَّ التجار ورجال الدين ورجال السياسة الذين يكونون من الطبقة الاجتماعية العليا في المجتمع يقيمون في وسط المدينة، والمواصلات في المدن القديمة تكون عبارة عن عربات تجرّها الحيوانات.
المدينة القديمة هي عبارة عن قطعة من الأرض في مكان جغرافي محدد يتمتع بالأمن، وتكون على الأغلب محاطة بسور كبير وعالي يحيطها من كافة الجوانب والجهات، وله بوابات يحرسها الجنود والشرطة، وتتكون المدينة في الداخل من مجموعة من الأزقة والشوارع الصغيرة والضيقة.
كان وسط المدينة هو المكان الآمن والذي يفضله الصفوة من المجتمع أمَّا العمال والفقراء فإنَّهم يعيشون في أطراف المدينة ومن ثمَّ المنبوذين الذين يعيشون خارج أسوار المدينة.
أقسام المدينة الحضرية الحديثة:
إنَّ المدينة الحديثة تتكون من عدة أحياء وخاصة في الدول التي تعتمد على التخطيط العمراني، يتم ملاحظة أنَّ المنطقة الوسطى أو مركز المدينة تكون في العادة منطقة تابعة للتجار ورجال الأعمال والمصارف التجارية والشركات العامة ومن ثمَّ تأتي المناطق السكانية للطبقات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة وبعدها تأتي الأحياء الخاصة بالأغنياء.
وتتكون أطراف المدينة التي يوجد فيها المناطق الصناعية، وتشمل المناطق الحضرية أيضاً على الحدائق والمتنزهات والمعاهد ودور السينما والنوادي والمقاهي التي يستطيع جميع المواطنين استخدامها.
كما يوجد بعض الأحياء الخاصة بالأغنياء والطبقات العليا فقط في أطراف الدول المتقدمة، وفي الدول النامية بعض فئات المجتمع الفقيرة يعيشون في أطراف المدينة وأحياء فقيرة تتكون من الأكواخ وبيوت الصفيح وإنَّ أغلب المساكن لا يوجد فيها أقل مستويات ومقومات الحياة العصرية والحديثة ولا يوجد أي نوع من التداخل والترابط بين الأحياء السكنية والمناطق المخدومة.
ومن وجهة نظر أخرى يوجد هجرة مستمرة ودائمة بين أحياء المدينة المختلفة، والتي تتعلق في تحسين الظروف المعيشية للأشخاص والظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.