إذا كـان للعمالـة آثارهـا الإيجابيـة فـإنَّ المشـكلات الناجمـة والناتجة عنهـا والآثـار الاجتماعيـة المُترتبـة علـى وجودهـا فـي المنـازل لا يمكـن حَصـرها بشـكل عـام وخاصَّـةً العمالـة المختلفة في الدين واللغة والعادات مع الأسرة، والتـي تعيش مع الأسرة في مَسكن واحد وتُخالطها طوال اليوم وذلك لخصوصيّة تلك المشاكل واختلافها مـن منـزل إلـى آخـر.
مشكلات عامَّة تظهر بسبب العمالة في الأسرة:
هناك مجموعة من المشاكل التي تظهر بسبب العمالة في المنازل نعرضها بالشكل الآتي:
1- اللغة: حيــث تَعمَــد بعــض الأمهــات بإســناد مُهمّــة تربيــة الأولاد والإشــراف علــيهم إلــى الخادمــات اللاتي يتحدّثن مع الأطفال وهم فـي سـنّ اكتسـاب اللغـة كمـا قـد يتحـدَّث الأطفـال لغـة الخادمـة قبل أنْ يتحدثوا لغتهم مِمَّا يُساهم في غرس قِيَم غريبة في ثقافة الطفل.
2- الدين: معظم الخَدم قادمون من بلاد مختلفة في الديانة مع الأسَر التي تَستقبلهم. وبالتالي إنَّ اسـتخدامهم داخـل المنـازل قـد يـؤدِّي إلـى الاحتكـاك بهـم والاخـتلاط معهـم وذلـك يـُورِث مـودّتهم والأُنـس بهـم، وهـذا ينـاقض التعاليم الدينية الموجودة في الأسرة، حيـث أنَّ الخادمـة تقـوم بتأدية طقوس دينِها داخل منزل الأسرة، مِمّا يجعل الأبناء يتأثرون بأشياء مخالفة للدين، ويترتّـب عليـه أثـار سـلبية بالنسـبة للجانـب الـديني مـن التنشـئة الاجتماعيـة للأطفـال، خاصَّـةً فـي مرحلـة التنشـئة الاجتماعية الأولية، وذلك لكَون عمل المُربية وثيق الصّلة بالطفل، واحتكاكها بـه قـوي، ويـنعكس ذلك على التمسك بأداء الشعائر الدينية، واحترام القِيَم الدينية، كمـا يتنـافى مـع أهـداف التربيـة الدينية للطفل.
3- النزاع الأسري: في بعض الأحيان يكون صِغَر سنّ الخادمة سبباً جوهرياً وأساسياً في إحداث مشاكل متعددة في الأسـرة تنشـأ بـين الـزوجين وذلك بسبب الغيرة من جانب الزّوجة. كما أوضحت نتائج بعض الدّراسـات إلـى أنَّ وجـود الخادمـة يُسـهِم فـي جعـل فتيـات المُسـتقبل يعـزفن ويتأفّفن عن القيام بالأعمال اليدوية المُتمثّلـة فـي الأعمـال المنزليـة و يَعتَبرنَهـا مـِنْ أعمـال الخادمـات الأمر الذي يُسبّب مشكلات أُسَرية بين الزوجين.
4- الصحة: بعض الخادمات قد يَلجأن إلى أساليب مُلتَوية في الحصول على البطاقات الصحيَّة وذلك بـدافع الفقر والرَّغبـة فـي تحسـين مسـتوى المعيشـة، وقد تكون الخادمة تحمل أمراضاً مُعدِيـة بالأصل تُكتَشَـف بعـد قدومها واختالطها بالأسرة مِمّا يَنشأ عنه الكثير من الخوف والقلق على صِحّة الأسرة.
5- الكسل: حيثُ أنَّ بعض الأمهات يَعتمِدنَ اعتماداً كُلّياً على الخادمة في إدارة شؤون المنزل والأسرة بينما تهتم الأم بأعمال أخرى مِمَّـا يَخلـق بـذلك جـيلاً اتكالياً سـلبي التَّصـرف والتدبير لاسيّما وأنَّ البنات يُقلّدنَ أمهاتِهنَّ ويَجِـدن كــلَّ شــيء مُعَــدّ لهُـنَّ بــدون كُلفـة أو عَنــاء مِمَّـا يَخلــق فـيهنَّ حـُـبُّ الاتكالية.
6- خطرهم على المحارم والأعراض: قد تَكون خطورة هذه الفئة من العمالة الأجنبية في أنَّهـا تسـكن مـع الأسـرة فـي مَسـكَن واحـد وتعطي الأسرة الثقة الكاملة للخَدم ويَتساهلون معهم إلى حدّ التفريط واللامٌبالاة بالعواقِب والنتائج المُترتبة على ذلك، فقد يصل في بعض الأحيان أنْ تُصبِح الخادمة أو المُربّية هي سـيدة البيـت والمُتصرِّفة في شـؤون الأسـرة، وذلـك لغيـاب الوالـدين وانشـغالهم سـواء لضـرورةٍ أو غيرهـا، وتـركهم لمسؤوليتهم الأولى في الإشراف على الأسرة و تربية الأبناء على الآخرين. وهـذا يتضـمن خُلـوة السـائق بمحـارم الأسـرة، أو خُلـوة ربِّ الأسرة بالنساءِ من الخَدم، مِمّا يؤدِّي إلى انتهاك المَحارم والأعراض.
7- خطرهم على الأمن: وذلك نظراً لأنَّ مجموعة من العمالة الوافدة تأتي من مجتمعات تتفشّى فيها الجريمة والإباحيّة، وقد يكون البعض منهم من ذوي السـوابق ومـن مُحتَرفـي الإجـرام لِـذا قـد يُشـكّل ذلـك خطـراً كبيراً على أَمن الوطن والمواطن.