الأيام الأخيرة في حياة معاوية بن أبي سفيان:
سنة وفاة معاوية بن أبي سفيان:
في عام 60 هـ حضر الموت إلى معاوية بن أبي سفيان وهو في دمشق، وقام الضحاك بن قيس الفهري بالصلاة عليه، ولم يكن يزيد بن معاوية حاضراً حينها، فخرج الضحاك وبيده أكفان معاوية تلوح فحمد الله تعالى كثيراً ثم قال: إن معاوية كان عود العرب ووحدّ العرب، قطع الله عز وجل به الفتنة وملّكه على العباد، وفتح به البلاد، إلا أنه قد مات وهذه أكفانه تلوح.
عُمر معاوية بن أبي سفيان عند وفاته:
توفي معاوية بن أبي سفيان وهو يبلغ من العُمر ثمانٍ وسبعين عاماً، والدليل على ذلك قول ابن حجر: إن مولده كان قبل البعثة بخمس سنوات على الأشهر، والمعروف أن بعثة النبي صلَّ الله عليه وسلم قبل الهجرة بثلاث عشرة سنة، وبهذا يكون معاوية بن أبي سفيان قد وُلد قبل الهجرة بثماني عشرة عاماً، وعندما توفي في عام 60هـ وبهذا يكون قد تم تأكيد أن وفاته كانت وهو يناهز من العُمر ثماني وسبعين عاماً.
مدة خلافة معاوية بن أبي سفيان:
قام الحسن بن علي رضي الله عنه بالتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان بالتخلية، وتمت البيعة في عام 41هـ، وعندما توفي رضي الله عنه في دمشق في عام 60هـ، وبهذا تكون ولايته تسع عشرة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوماً.
التبرُّك بآثار الرسول صلَّ الله عليه وسلم:
عن عبد الأعلى بن مأمون عن أبيه، أن معاوية بن أبي سفيان قال وهو في مرضه: إن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كساني قميصاً فرفعته، وقلَّم أظافره يوماً فأخذت قلامته فجعلتها في قارورة، فإذا مت فألبسوني ذلك القميص وقطّعوا تلك القلامة واسحقوها وذرُّوها في عيني وفي فيّ، فعسى الله أن يرحمني ببركتها.
وكان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يتبركون بآثار النبي صلَّ الله عليه وسلم الحسيّة المنفصلة عنه، وهو من أنواع التبرُّك المشروع، فكان الصحابة يقومون بذلك خلال حياة النبي وحتى بعد وفاته، ومن بعض الأدلة على ذلك:
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض لا أعقل، وصبَّ عليّ من وضوئه فعقلت.
- عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت في جبة رسول الله: هذه كانت عند عائشة حتى قُبضت، فلمّا قُبضت قبضتُها، وكان النبي صلَّ الله عليه وسلم يلبسها حتى نغسلها للمرضى يُستشفى بها.