الأحداث التي وقعت في معركة مرج راهط

اقرأ في هذا المقال


معركة مرج راهط:

كان اختيار الخليفة مروان بن الحكم خليفة خطوة موفقة بالنسية للأمويين، ولكن كان تذليل عقدة القيسيين عقبة تعترض طريقه، فقد غضب الضحاك بن قيس الفهري من خروج أمر الخلافة من عبد الله بن الزبير، فقام بمغادرة دمشق وذهب إلى شرق مرج راهط، وعسكر هو والنعمان بن بشير والي حمص وزفر بن الحارث أمير قنسرين بعد أن انضموا إليه فيها، وكانوا مستعدين للحرب.
وكان مروان بن الحكم كان يحاول بأن يثبت أنه جدير بحمل المسؤولية والدفاع عن الخلافة، وكان الصراع الذي دار بين الطرفين بوجهه القبلي، وكانت بوادر الحرب الأهلية ظاهرة، وكان مروان قد حقق أول نجاح سياسي له؛ وذلك عندما قام بالاستيلاء على دمشق وطرد الضحاك بن قيس الذي كان عاملاً عليها، ثُمَّ قام بجمع مناصريه وخرج بهم إلى مرج راهط حتى يواجهوا القيسيين.
وجرى بين مروان والقيسيين مفاوضات تهدف لتسوية الموقف صلحاً، واستمر ذلك لمدة عشرين يوماً، وفي تلك الفترة وصلت أخبار تُفيد بأن المروانيين قد استولوا على دمشق، وأن مروان قد قام بإعلان خلافته وطرد الضحاك من دمشق، فكان ذلك سبباً لإيقاف المفاوضات بين الطرفين.
وكان لا بُدَّ من أن تتم المواجهة حتى يتقرر المصير، وجرت الحادثة الشهيرة بين الطرفين في عام 64هـ ، وكانت نتيجتها بأن تمَّ تدمير قوة القيسيين على اليمنيين، وقتل الضحاك بن قيس والكثير من أشراف قيس في الشام، وقام زفر بن الحارث الكلابي بالهروب بعد المعركة وذهب إلى قرقيسياء وتحصَّن فيها، وعندما جاءت خيل مروان إليه فرَّ منها إلى العراق.
وقام النعمان بن بشير بالفرار إلى حمص وتبعه جماعة من أهلها وقاموا بقتله، وهرب نائل بن قيس من فلسطين وبقي الأمر لمروان بن الحكم في الشام وفلسطين.

نتائج معركة مرج راهط:

كانت النتائج التي أدت إليها معركة راهط نتائج خطيرة؛ لأنها جددت الخلافات والعداءات التقليدية بين القيسية واليمنية، وأشعلت نار الفتنة فيما بينهم في سائر أنحاء العالم الإسلامي، فأشعلت الحرب بين القيسيين واليمنيين في العديد من المناطق في الدولة الإسلامية.
واستولى مروان بن الحكم على الشام كلها وقام ببسط نفوذه عليها، وخضعت فلسطين لحكمه أيضاً، وكان يخطط بأن تكون مصر خطوته التالية؛ لأن أهميتها كبيرة لدعم موقفه أمام ابن الزبير، وكان معروفاً أن معظم أهل مصر لم تكن بيعتهم ثابتة لابن الزبير، وكان هواهم على هوى بنو أمية ولذلك لم يكن الأمر صعباً على مروان بأن يستولي عليها بعد أن تغلب على عبد الرحمن بن جحدم والي مصر من قِبل ابن الزبير.
وبعد أن أقام مروان بن الحكم في مصر وبقي فيها لمدة شهرين؛ ليقوم بترتيب أوضاعها الإدارية، وقام بتعيين ابنه عبد العزيز بن مروان ليكون والياً عليها، ثُمَّ عاد مروان إلى الشام؛ حتى يقوم بمواجهة خطر عبد الله بن الزبير، وأعدَّ جيشان أرسل أحدهما للحجاز بقيادة حبيش بن دلجة، وأرسل الآخر إلى الجزيرة بقيدة عبيد الله بن زياد حتى يحارب زفر بن الحارث في قرقيسياء.
وفشل جيش الحجاز الذي كان مرسلاً للمدينة واستطاع جيش ابن الزبير القضاء عليه، أما عبيد الله بن زياد ذهب في اتجاه الجزيرة، ووصله خبر وفاة مروان بن الحكم، وبهذا يكون مات مروان دون أن يحقق الأهداف التي كان يريدها في الحجاز والعراق.

المصدر: كتاب تاريخ الدولة الأموية، محمد سهيل طقوشكتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار، علي محمد صلابيكتاب الدولة الأموية والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداء من فتنة عثمان، يوسف العشكتاب العصر الأموي، صلاح طهبوب


شارك المقالة: