الأسس التي يعتمد عليها المدخل الروحي في الخدمة الاجتماعية:
يعتمد المدخل الروحي في ممارسات الخدمة الاجتماعية على عدة أسس منها:
- الأساس الأول: نظرية تجاوز الذات، والتي كان ﻹسهام كل من إبراهام ماسلو وكارل جوستاف يونح، الفضل في ظهور نظرية تجاوز الذات التي تسلم بأن المشكلات الاجتماعية النفسية مرتبطة بغياب العوامل الروحية، وتجاوز الذات يعني تجاوز حدود الشخص، حيث يحقق مستوى من النمو يرتبط فيه بالآخرين.
حيث يسعى الفرد لتحقيق النمو، من خلال إمكاناته الطبيعية وبمساعدة بيئته التي تقدم له المساندة والدعم الاجتماعي، فإذا تمت عملية تحقيق الذات فإن الإنسان يتجاوز ذاته ويتعالى عليها ويتكامل مع ذوات الآخرين ليشعر بالإشباع الشخصي والرضا عن الحياة والقرب من الخالق، وتتسع نظرة الإنسان للحياة والتغلب على تحدياتها وصراعاتها ومشكلاتها عندما يصل الإنسان إلى مستوى الكائن الروحي الذي يؤثر فيه الإيمان والأمل والعفو كقيم روحية متسامية. - الأساس الثاني: المنظور الأيكولوجي، الذي يؤكد على العلاقة الوثيقة بالبيئة والإنسان جسداً وعقلاً وروحاً.
- الأساس الثالث: التي تؤكد على فكرة الابتكارية لدى النسق، والتي ترى أن كل نسق جزء من نسق أكبر وله سماته وخصائصه ووظائفه ويمتلك درجة معينة من الاستقلال ومتمايز عن بيئته في نطاق حدوده النسقية ويعتمد في نفس الوقت على كل الأنساق الأخرى بدرجة ما.
- الأساس الرابع: ضرورة إدراك قيمة وأهمية مختلف التعبيرات التي يعبر بها اﻹنسان عن النواحي الروحية الدينية وغير الدينية بما يدعم التوصل إلى حلول خلاقة للأزمات الحياتية التي تواجههم، مع الاتصال بالموارد الروحية المتنوعة المطلوبة وفق حاجة العملاء.
- الأساس الخامس: يعتمد على ضرورة أن يعترف مستخدمي المدخل الروحي من ممارسي مهنة الخدمة الاجتماعية على حاجات العملاء ويفسر تصوراتهم ويركز على القضايا المرتبطة بتحقيق العدالة الاجتماعية، وأن يبني جسور من العلاقات بين العملاء وغيرهم من الأنساق التي يتعاملون معها على أساس من التدعيم الروحي، فقد تسمو لدى البعض فتعينهم على التوافق وقد تتعرض للتجاهل أو العقوبة فتؤثر سلباً على حياتهم.
- الأساس السادس: لا يمكن فهم المشكلات والصعوبات التي تواجه الإنسان بالاقتصار على دراسة الحاجات الدنيوية وحدها فقط، بل تحتاج إلى تفهم نوع صلة الإنسان بربه المبنية على الشعور بالافتقار إلى الخالق كما لا يجوز في استخدام هذا المدخل إغفال الحاجات الدنيوية، وإن كان إشباعها ينبغي أن يكون إشباعاً متوازناً لا يجعل منها هدفاً في حد ذاتها.