قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: “كان المحدثون من هذه الطبقة من أهل المدينة سليمان بن يسار وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المكفوف وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة”.
الأمير أبو بكر بن محمد الأنصاري:
هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي، كان أبو بكر بن محمد أمير المدينة والقاضي فبها خلال خلافة سليمان بن عبد الملك، بقي أميراً في خلافة عمر بن عبد العزيز ولم يستلم أحد إمارة المدينة من الأنصار إلّا هو، كان أبو بكر من صغار التابعين وهو من الذين رووا الحديث النبوي الشريف.
قام أبو بكر بن محمد بالرواية عن والدة وسلمان الأغر وعباد بن تميم، كما روى عن عبد الله بن قيس وعمرو بن سليم الزرقي وخالته عمرة وأبو حبة البدري وخارجة بن زيد بن ثابت وعبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.
روى عن أبو بكر بن محمد ولديه محمد وعبد الله وأفلح بن حميد الساعدي وأسامة بن زيد الليثي والحجاج بن أرطاة وإسحاق بن يحيى وسعيد بن عبد الرحمن الجحشي وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وسعيد بن أبي هلال وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وعبد العزيز بن عبد الله العمري وأبو أمية عبد الكريم بن أبي المخارق وغيرهم الكثير.
تعلّم أبو بكر القضاء من أبان بن عثمان بن عفان، كان أبو بكر يتّصف بكثرة عبادته وتهجده، فقد كان يصلي بالناس ويتولى أمرهم خلال إمارته. قال عنه مالك بن أنس: “ما رأيت مثل ابن حزم أعظم مروءة وأتم حالاً، ولا رأيت من أوتي مثل ما أوتي ولاية المدينة والقضاء والموسم”.
أرسل عمر بن عبد العزيز إلى أبو بكر بن محمد عندما استلم الخلافة بأن يقوم بكتابة الحديث به من عند عمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد بن أبي بكر، فكتبها له، غير أنّه حين سأل مالك بن أنس ابنه عبد الله بن أبي بكر عن تلك الكتب قال بأنّها ضاعت، مات أبو بكر عام 120 هجري وعمره 84 سنة.