قال القرطبي في الاستيعاب: “روى ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن مجاهد قال: كنْتُ أرى أني أحفَظُ النّاس للقرآن حتى صليْتُ خَلَفَ مسلمة بن مخلد الصّبح، فقرأ سورة البقرة فما أخطأ وَاوًا ولا أَلِفًا”، قام مسلمة برواية العديد من الأحاديث عن رسول الله وروى له أحمد بن حنبل في مسنده عدد من الأحاديث عن النبي.
الأمير مسلمة بن مخلد:
مسلمة بن مُخلَّد بن الصّامت بن نِيار بن لوذان بن عبد وُدّ بن زيد بن ثعلبة ابن الخزرج بن سَاعِدة بن كعب بن الخزرج الأَنصاري الخزرجي الساعدي، يُلقّب مسلمة بن مُخَلَّد الزرقي وكنيته أبو سعيد، والدة مسلمة هي منْدُوس بنت عمرو بن خُنيْس بن لوْذان بن عَبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة.
أنجب مسلَمة بن مُخلَّد حَمادة بنت مسلمة التي تزوجت بيحيى بن سعيد ومَنْدوسَ التي تزوجت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، أيضاً أمَّ سهل بنت مسلمة التي تزوجت من سليمان بن خالد بن خرَشة، ثم خلف عليها أبو بكر بن عبد العزيز.
حدّثنا معن بن عيسى قال: “حدّثنا موسى بن عُلَيّ بن رَبَاح عن أبيه عن مسلمة بن مخلّد قال: أسلمتُ وأنا ابن أربع سنين”، شهد بعد رسول الله -صَلَّى الله عليه وسلم- فتح مصر، كان مسلمة من صحابة رسول الله ومن كبار الأمراء في صدر الإسلام.
وفد مسلمة بن مخلّد على معاوية بن أبي سفيان قبل استتاب الأمر له، كما أنه شارك معه في العديد من المعارك مثل معركة صفين، فقام معاوية باستعماله أميراً على مصر عام 47 هجري ثمّ أضاف إليها المغرب، عاش مسلمة في مصر وقام بتسيير الغزاة إلى المغرب في البر والبحر.
عندما توفى معاوية بن أبي سفيان قام يزيد بن معاوية باستقراره، فاستمر في الامارة حتى مات بالإسكندرية وقد كان أول من عمّر بنيان المنائر التي هي مكان التأذين في المساجد، ترعرع مسلمة بن مخلد في حضرة رسول الله محمد منذ أن جاء رسول الله مهاجراً إلى المدينة المنورة.
قال مسلمة بن مخلد : “قدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أربع سنين وتُوفي وأنا ابن أربع عشرة”، قام مسلمة بحفظ القرآن وسمع الكثير من الأحاديث النبوية، كان نبيه وقام بتعلّم الكتابة وكبر بين تعاليم كتاب الله والسنة.